صرخة مجاز // بقلم عبدالاله ماهل

 صرخة مجاز

دقت ساعتي، وبتنهيدة مني، وعلى شاكلة أف مني، انطفأت شموعي، فتعالى التهليل بعيد مولدي، وتهافت الحشد على نهش كعكعتي.

فكأني، وانطفاء شموعي قد نفضت نفسا ثقيلا، كان جاثما على صدري، طمست من خلاله، ماضيا، كان بالأمس القريب، حاضرا في حياتي.

بل وكأني، والتهليل بعيد مولدي، رياء لحضرتي، ونفاقا لحالي، الذي ما كان يكون لو لا أمسي.

ساعتها، انزويت بركنية، بعيدا، بعيدا، وأطلقت العنان لمخيلتي، فتناثرت حبلى بذكريات، تراءت في ناظري، كشريك متعدد الحلقات.

حينها، همت نشوان بين احضانها، والحنين يكاد يميتني، فإذا بالمر فيها، سرعان ما غدا حلوا بذكراه.

وهنا، استحضرت يوم مولدي، فإذا به صرخة، تلاها تمتيم فتلعتيم فتكليم.

أزلفت إلى الكتاب، وحفظت اليسير من القرآن. وياليتني، أتيت عليه كله. فجيء بي إلى التعليم العصري، وقضيت به عمرا طويلا، وكنت نابغة أقراني، وكانت النتيجة، الحصول على الشهادة العليا.

فكانت الفرحة لا تطاق، وعلى أوسع نطاق. إلا  أن  هذه الفرحة، سرعان ما تلاشت، وخلفت من ورائها حسرة عارمة. 

فتقاذفتني مباراة التوظيف، حتى يئست مني ويئست منها. فاستقبلني الشارع، عاطلا باطلا.

آنذاك، بدوت والشهادة، كظاهر الوشم في اليد. فسميت بالاستاذ، وسميت بالمسكين، وبين هذا وذاك، شرخ، رمى بي خارج الركب.

فعمني يأس قاتل، وغدا الأمل محالا. فتنكر لي الجميع، وتباهى علي بائع  السجائر بالتقسيط، فانتابني الندم، ومن حيت لا ينفع الندم.

وعلى غير  بغتة، وجدت نفسي، أنآى بنفسي، خارج مسقط رأسي. 

طرحت الشهادة والأستاذية بعيدا، 

فكانت بدايةمشوار موفق، فتم لي عند ذاك، التهليل بعيد مولدي...

                تأليف: عبدالاله ماهل

                                                 من المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي