نعم أغار // بقلم أحمد أبو العمايم

قصيدة أغارُ نعم

غابتْ عني فبتُ ملتصق

الحاجبينِ معصوب الجبين

يراودني الشك الرهيب

والقلب يعتصره الأنين

ككهلٍ أعياه الرحيل حط

على كاهله شقاء السنين

كطفل فقد أبويه فلم

يَعْد له بالحنان مكان

كسفينٍ فقد الشراع فأضحى

الضياع له العنوان

وإذ بي أُصارع الموج

لم ترى عيني لليم شُطآن

وإذ بالشفاه تلتزم الصمت

كأن عليها جلمود صخر صوان

وإذ بالعقل الحائر

لا يعي ما الصدق ما البُهتان

وإذ برعشة تنتابني كأني

مسحور أو بي مس جان

أسير حافي القدمين مذعوراً

تحطُ فوق رأسي الغربان

أشعث الشعر رث الثياب

كأني فدية للآلهة قُربان

وإذ بها تهل باسمة

فتَكفُ الأرض عن الدوران

لِمَ كل هذا يا حبيب

فقلبي لك مدينة

وأنت لهُ كل السكان

أين كُنتِ ألا تعلمين

أني بدونك لست إنسان

تملأ السعادة وجنتيها تتلقفني

نتحدى الشوق بالأحضان

دعيني أعترف قالت مهلاً

حبيبي فلنطفئ ظمأ الحرمان

دعيني أعترف نعم أغار

عليكِ من رموش فوق عينيكِ

أغار عليكِ من بسمة

ساحرة تسكن فوق شفتيكِ

أغار عليكِ من نسمة

صيف عابرة تُداعب خديكِ

قالت حبيبي إذ أنا

الشمس فأنت لي النهار

حبيبي أنا عذب الماء

وأنت لي فيض الأنهار

أنا الأرض الخصبة تنتظر

وأنت لي غيث الأمطار

أنا مدينة العشق الخالدة

وأنت لي كُل الأقطار

أنا القمر وأنت بأطراف

بنانك كُل النجوم تُدار

فكن لي كن معي خلي

عن خاطرك سواد الأفكار

إليها أكتب  "

بقلم أحمد أبو العمايم