مناجاة // بقلم دنياس عليلة

مناجاة

ما للاقدار لا ترقّ للبشرية النائحة توجعا و ذعرا
 و قد سمعتها تبثّ انّاتها علنا و سرّا ؟
و اي اثم هذا ضاجع دجنة ليل حزين   فأثمر عالما مغموما مكفهرَّا ؟
قد القى الوباء على الكون ثوب الاسى و ارقد البهجة قسرا
اين أفراح الحياة
أين الاهازيج العذاب ؟
و كيف اغتيلت اشهى الاحلام و جرفت الى اللحد جبرا؟
انه القدر الجبار انتصب في الأرض كالمارد يملي علينا ارادته فأذعنا له قهرا
*******
يا رب ! اي الكبائر اقترفنا حتى تغدو باحات المساجد خاوية قفرا ؟
و حتى تسيجنا الأيام بأسوار من الهلع هازئة بعجزنا ضاحكة سخرا ؟

أ من فيض اثامنا سيل الوباء تفجّرَ؟
ام انه صوت الحق نهض ساخطا صارخا في اعماق الحياة مزعزعا سمع الطغاة هادما ما شاده الظلم تجبرا ؟
فكم حطم كف القدر ذا شموخ و تكبر
تراه اذا صعقته الرزايا يمشي في ذلة متأودا متقهقرا ...

ان للوباء على البشر يدا تمتد في الدياجي قاصفة العمرَ
و له نور يتسلل بين ثنايا الروح موقظا بصيرة و عبرا
يرددها ثغر الزمان على آذاننا دهرا....

يارب ! اننا نحيا فلا نحيا
نذوي في شحوب
 بقلوب واجفة تعانق في خشوع القدرَ
 بحق ضعفنا يا إلهي
 و بحق ادمع البشرية المتدفقة جمرا
هون بلاءنا
و اجبر قلوبنا و زدنا صبرا

 إنّ ذا الكون كئيب مظلم
غير اننا من نور رحمتك ننتظر الفجرَ .

دنياس عليلة / تونس