رائحة الجسد // بقلم محمد بن علي حسيسني

 🍂🍃🍂  رائحة الجسد  🍂🍃🍂


من بطن غيوم أيلول 

ترعرعت بأحشائها وهي 

في صعود للسماء 

على شكل بخار دون أملاح 

بكنف كانون الثاني 

ورثت منه جينات 

صقيعه وقسوة مناخه

موسمه الشتوي القارس

عل وعسى تهدأ الأعصاب 

و ينطفئ الغليان وأرتاح 

موج البحر بحضن ذراع 

مجهول لقيط رماني 

بحقيبتي حملت كل ألوان 

عذاباتي وأشجاني 

قضاء يود صرفي لماض 

تخلى عني ولهموم قدر 

على الجبين قالوا مكتوب

سفاح يا زمن سفاح 

أشبعتني لكماتك القاسية 

فما عدت أعرف مسار 

قافلة حملتني من قمامة 

تناثرت على أديم وطن

سكنته مردة وأشباح

غرفت حفنة من مرق تربته 

شربت من رماله الملتهبة الذكية 

دماء الأحرار تقاسمتها ذرات

أوحال مزجت عرقاً وأملاح 

حياة بيداء وصحاري مترامية 

دماء زكية أذرفتها الأجساد

وبالوغى فذتها الأرواح 

أسواق الحياة شبراً شبراً 

جلتها من شرقها وغربها 

حوانيتها كلها سلع بائرة

دكاكين الحب والوفاء 

وجدتها مغلقة في وجه 

غرباء مثلي سئموا 

وذخلوا عنابرها 

كأنهم أغراب سواح

حياة البدخ والرفاهية 

عملة الإفك والنفاق

غرب سطر لنا قوانينه 

ليمحو عراقة وأصول 

عادات وتقاليد عربية 

أستنزف لآخر قطرة 

حليب العذارى الملاح

باسم العصرنة والحضارة 

فتركنا التنزيل والسنة 

وكل ما جاءت به الصحاح 

حياة مخاضها كان قاسياً 

تتساقط أوراق الشجن 

معلنة عواصف حروف 

متناثرة مقتلعة من جدور 

قواميس لسانيات مختلفة  

تتعامل بها أجناس من كل 

بلاد الله المترامية 

أشعار من دون قوافي وأوزان

وشمتها أيدي القدر 

على  جدران الذاكرة المنسية 

وعلى قراطيس من ورق وألواح

حلول خريف العمر القاتم 

وموسم إطباق على أنفاس 

صفحات ربيع رحل من دون رجعة

سحب متلبدة بين برق ورعد

حال دون الرؤيا الصائبة 

للنو القادم من الجنوب 

ومن وسط البحر الهائج

لا تحرق سفن أسطول

أبحرت بها لمقابلة نجم 

سيشرق من غروب 

لا من غسق وصباح 

تعلوه أشعة نورانية 

على صفائح من كتب 

قالوا منزلة سماوية 

رباه أهي الخواتيم 

خواتيم الأكوان و البشرية 

فلا تحرق سفن النجدة 

فلربّما ستحتاجها لتعود 

لمنفاك ومن حيث قدفتك 

أيدي القدر من عالم سرمدي 

كنت فيه مجرد نطفة منوية

رائحة الجسد العفن منها فاااااح

                                                            🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃


                                                    

                                                           بقلمي محمد بن علي حسيسني 

                                                 الدار البيضاء المغرب في 28 أغسطس 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي