لا شيء يستحقني هنا // بقلم الدكتور خالد فريطاس

 لا شيئ يستحقني هنا

ولا ليلة تستطيع إكمال حلم يفض سكون ليلتي

لن يستفيق قمري من سبات على رصيف درب التبان

وكل شيئ لن يكمل طريقه

لأن المسار أحيل على المعاش 

والدمعة اليتيمة مسحت على شعر غجرية 

لتؤلف حزمة من الزنابق والألوان

لا أحاسيس هنا تستطيع لملمة الجرح الغائر في عتمات النفس

والكل لم يعد كما كان له كلمة على بعضه

ولا من أنتظره ويتظرني

لنكمل ما كنا نبغ على ظلال الكهرمانة والمرجان

كلما يستحقني هنا جرعة قوية من الهدوء

أتراقص بها على قرون الضباء وأكمل ترنيمتي مع حمرة خجلي

وأعصاب تعانق كم جليد أنهكه البكاء على خصر المحيط

أنا لا شيئ يستحقني غير أنا 

أستطيع حياكة مشهدي في فراغ سرمدي

وأعجز عن إفراغ ليلتي من زخم النجمات المغرورقة بالألوان

هنا ينتهي كبرياء الأشياء

ويفر القدر المعلوم من الكم المجهول

هنا بين طيش الكلمات وتسكع النصوص القديمة على أدراج الكولوسيوم

تتضح الأسراب التي كانت مختفية في لبد المجاز

وتعاود صناعة طريقة أخرى للربيع

وأسلوب آخر في امتطاء الريح 

وحبس أنفاس الزوبعة الهمجية في الفنجان

لا شيئ هنا غير دخان يبتاع بعض تبغه في نشوة الدهيماء

وغوغاء تنثر الأشواك في مسامع السحر

آيات شيطانية تتلوها الأفاعي في ساحة المغتربين

وبعض عواء الأشواق يعانق نبضه

على أقاصيص الأطفال وينتظر نساء الحرملك مع السلطان

الدكتور خالد فريطاس الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي