مسرحية شيخ العشيرة // بقلم ابوشيماء كركوك.

 مسرحية/شيخ العشيرة.ابوشيماء كركوك.

  بعدما ذاق شيخ العشيرة القديم ،شرب كأس الموت ، لم يشيعه سوى أهله وبعض جيرانه ، بعدما كان أهالي القرية يمسحون على رأس الحصان الذي يمتطيه ، وخرجوا جميعا عند موت حماره، وعملوا له تعزية ،فقام أحد القوم الموجوعين وقال:رحم الله موتى أهل شيخنا مع المجتمعين من أجله الفاتحة.

  اجتمع رؤساء القوم في خيمة أحد التجار ،يتفاوضوا حول الشيخ القادم ،والناس بالخارج وعيونهم شاخصة الى السماء ولاتجد قطرة في الغيوم ،

  خرج الأول واعتلى مكاناً هُيِئَ للخطابة،

سأكون عون الفقراء ،واخذ بيد المساكين ،وأجعلهم يتذوقون طعم الجنة التي وعدها الله للصابرين منهم ،وأعيدهم الى الأكواخ محملين أكياس الأمل التي تجعلهم قريري العين.

  صعد الثاني

أولادكم أمانة في رقبتي ،  سأعينهم بالدوائر ولكن المعاملة ب دفترين أكثر أو أقل ،سنتعاون فيما بيننا ،(وتعاونوا على البر والتقوى).

 يرتقي الثالث

 الكهرباء اختصاصي ،وأنا ضليع بمكوناتها ،سأجعل بريطانيا العظمى تغار منكم ،وأجعل مواطينيها يتظاهرون في بلادهم حول تقدمنا ،

 ولكن أرى الهواء النقي أفضل من الذي تبوح به أجهزة التكييف ، أما ترون أجدادنا كانوا أكثر عافية منا ،

 ولانريد الشراء من الدول الاستعمارية ،بل نضع مهفات وأواني فخارية ،ونضع الأكياس على الشبابيك ونسقيها من عرق الرجال القادمين من العمل حتى تكون أكواخنا جووها شاعريا.

 الرابع

 سأجعل الجنات بيوتكم، والفواكه موائدكم، والصبايا تخدمكم، وأخيط من شعاع الشمس ملابسكم ،وضوء القمر ل غرفكم ،

والمريخ سفركم ،

  ولكن أخاف عليكم من البطر وعدم العمل ،واذا أصبحتم هكذا أخاف تتركون العبادة والاخرة وتتمسكون بالدنيا وملذاتها،

  من أجل هذا سأعزف عن كل هذا لأنه يؤذيكم ،وأخاف عليكم من العذاب في الاخرة.

ترى القوم سكارى من كؤوس قد احتسوها بأقدام تتقدم وتتأخر ولم ترتوي جيوبهم ،ولا أضاءت شوارعهم، 

  مواعين الطعام أرغفة يابسة ، مغمسة ب حساء أحمر ،وفوقه عظاما مكسرة ،

  طعام لذيذ ولحم ضبي صغير على مائدة الشيوخ الذين يديرون أمر القرية ،وبعدها يشربون الخمور تحت غناء الراقصات حتى يذهب عنهم تعب ومشاكل الجمهور،

  خروف هارب ،كلما سارت قدمه على طريق وجد السكينة حاضرة 

أين المفر ،البحر من ورائك والمواعين تنتظرك،

  أزهار حدائقنا غادرت ،حتى الشمس تقبلنا بشدة ،لاندري هذه قبلتها حبا أو تزيد من ألامنا واوجاعنا،

 وغابت صور لذة الطعام والشراب وكأننا موتى نسير الى أرض بلا قبور ،

  نغني كذبا ،ونمزح مع الأحبة حتى يأتي دورنا نعلق على جذوع النخل ل نرى جمال التمر،

  نكتب شعرا وكلمات قصص وأخرى ،يراها الذي قلبه ربيعا أجمل حكايات ،والقلب الموجع يرى الجراح التي تملأ الروح،

  سنبقى حالمين بالربيع الذي رسمه الأعداء ،وهدم صروح أجدادنا ،ونحن ننظر يهدمون بيوتنا طابوقة تلو الأخرى ، متوهمين سيكون قصرا،

  أيا عقلاء أروني ذئبا يحن على خروف! ،أو ذيلا له يرحم بني قومه!

 سنعيش سنين ونرحل وفي رقابنا جيل يحتضر.

ابوشيماء كركوك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي