من مذكرات عابر بالطريق //بقلم_اشرف_عزالدين_محمود

 من مذكرات عابر بالطريق .....

[][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][][[][][][][][][]

كلما مررت بالطرقات تذهلني اشياء لم يكن لها وجود سابقًا

وكان من  أحدى تلك الأشياء ،ملاحظتي لوجود القبور بالقرب من المساكن، لا وبل الساكن الحي لا يفصله سوى جدار عن الموتى، الحائط في الحائط والباب في الباب ونفس المكان ونفس الحي والحاره والشارع، كان ذلك لا وجود له قديما فالمقابر كانت تبعد عن المساكن مسافات واميال، بل حتى إن البعض يقضي الليل ساهرًا عند المقابر بين الاموات لاهيا ،متسكعًا،شاربا، ضاحكا، لاعبا....إنه الصحو الفارغٍ .ذهبت هيبة الموت والموتى والقبور في حشد زاخرْ بين الخائن و القاتل والســارق و الماكر ..تقام السهرات بين جدران المقابر ،اصبح الناس في غفلة، واي غفلة، انها الطامة الكبرى والعفلة العظمى لم تبقي في النفس بقية من  إيمان،  لا نبلاً ولا وفاء، أبصرت هنا و هنالك بعض ...الصبية نهارا يلعبون ويمرحون ويختبئون داخل القبور، وخلف جدرانها، والعابرون من طريق القبور يتفوهون بالفاظ  أجارنا الله واياكم منها تحمل كل ما يجول بخواطركم الآن من نم وسب وقذف وغيبة وبهتان وكذب....إلى ما لا نهاية..حتى أن البعض ليأخذ الماشية ويربطها هناك لترعى وتأكل بجانب القبور، أين الجازعون من الموت؟أين اعتبارات الموت والموتى؟ اين حرمة القبور؟ اين العظة والعبرة والهيبة والحرمة والخوف؟ وهل من زمان تسترجع فيه الأرض براءتها المفقودة؟أين صمت القبور وحق الموتى؟...لا وجود لها كل ذلك بات مفقود؟فهل يعود؟فلم يبقي غير الضجيج المتدثر بالرغبةِ والدهشةِ نعم لا شيءَ سوى الضجيج ولا احد عاد ينتظرِ الموت!

بل الموت هو من يرصده!ويختطفه!في لحظة قد.لا تساوي جزء من الثانية! فهل من عظة!؟

#بقلمي_اشرف_عزالدين_محمود

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي