و لا ينبؤك مثل خبير //بقلم الشاعرة زهرة حشاد

 ولا ينبؤك مثل خبير


أقرطاج!!!

أقرطاج!!!

لا ينبؤك مثل خبير

قالوا إنٌك معتوهة حتى النخاع

مشلولة تلابيبك لحدٌ الذراع

لا تحسنين الرماية والتدبير

في قبضة الضباع

أقرطاج يا سيٌدة البلاد

لو تعلمين حين يطلٌ البحر من عينيك

يثور الموج الأزرق 

يلثم جسدي المنقوع بين ذراعيك 

وكلٌ النوارس البيضاء

تلتفٌ حول عنقي في غمرة السٌواد

كطوق فلٌ

وومضة ياسمين

تعطٌر الشارع المنهوك

وأحذية الكادحين

 تمطٌط غبارها

تساقطت نتونتها 

تمزٌقت على أحرف السٌاعات

تسارعت تعلن سخط عشرات السنين

 وصيادك الجبليٌ  

يتأبٌط نبوءة الوطن المكلوم 

عاد من بؤبؤ التاريخ 

يقارع الانواء

 أقرطاج بسحرك المكتوم

ولا ينبؤك مثل خبير

تراها من تحت قبعة تموز الحارقة

انتفضت جحافل الياسمين 

انعكس قيس ضياء خاطف

على رقعة جلد علٌيسة

ولا ينبؤك  مثل خبير 

صيٌادك الجبليٌ 

تزمٌل بفوهة الأنين 

وكلٌ الضجيج يرتٌل نبوءة التنٌين

يبتٌك مسودٌة القابعين 

تحت سطوة الأنياب

يمزٌقون يا قرطاج جلدك الأثريٌ

من طأطإ البلاد 

إلى أخمص قدميها

جيئة وذهابا

يذبحونك يا  وطني المنكوب

من الوتين إلى الوتين

دماؤك الطاهرة ترقرقت

في قبضة السكين

تعلن الشهادة كل حين

عند بزوغ القمر

تولول فوق خطٌ الشموس المهزومة

والتلال الملغومة

ونوٌابك يا  وطني المنهوب

زمرة أوباش تسرٌبت

هاجوجا وماجوجا 

خربت 

نوٌابك يبعثرون قيس الورق

زمرا... زمرا...

يغتالون العلم  وجه الفجر 

شبرا...شبرا...

يحرٌقون سنابل القمح 

كومة ...كومة

يسكبون بياض حليبك 

عناقيد حبر 

نوٌابك يا وطني الجريح 

هل طاف طائف من حولهم

وهم في غفلة نيام ؟

 باتوا كاعجاز نخل خاوية

تساقطوا عن صياصيهم 

في هوج عاصفة هادمة ...قاطفة

كمشة لئام .

يقولون يا قرطاج 

يا سليلة الأمجاد 

منذ انتهت علٌيسة

وقتل حنبعل

ما انتهت الدٌسيسة

على احرف شطآنك

ما عادت تتٌسع لشعبك الأعياد 

يقولون يا قرطاج يوم العيد 

ولا ينبؤك مثل خبير 

يتساءلون عن النبإ العظيم

كيف هوى الأمير 

كيف انقلب الصندوق على عقبيه

تساقط العرش الوثير

على باحة أذنيه 

كيف ؟؟؟

ثمٌ كيف ؟؟؟

في فوهة الصيٌاد الماهر

يعتمر المصير؟


بقلمي الشاعرة زهرة حشاد

 تونس في 04أوت  2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي