ليتك تعرفين // بقلم العربي بنعلي

ليتك تعرفين..

                         ========

ليتك تعرفين..

أن الليل انقلب صباحا..

لانوم فيه..

ولاارتياحا..

وأن النبض صار يخفق..

صامتا..

لاتسمع همساته..

كما كانت..

بل هي رجات واهتزازات..

تُرَدِّد للشرايين رقصات..

لو تعرفين..

أن قلبي وحده..

لم يلفظ طيفك..

تمسك بتلابيب طرفك..

عانق العشق فيك..

وصافح الشوق في وجدانك..

ليتك تعرفين..

أن كل خلاياي..

وجميع ذراتي اتحدت..

لتمنعك من مغادرة مخدعك..

في سويدائي..

ليتك تعرفين..

أن الحاء برّح بها الوجد..

واستبد بها الحنين..

حنت إلى الباء..

تطلبها حثيثا..

علَّ مابها من هيام..

عصف بقلبها..

يهدأ ويستكين..

ليتك تعرفين..

أن ورودي..

رحيقها جف..

لكن عطرها لم ينفذ شذاه..

فهو مختزن في رئتي..

تنفسته..

مع أول قطرة من حبك..

فأزهرت بها قناديل روحي..

وأنارت نباريس جوانحي..

ليتك تعرفين..

أن الفراشات..

التي تعودت لثم زهوري..

ورشف قطرات الندى..

قبل أن تتفتح على براعم عشقي..

انحبست دموعها..

وجفت مآقيها..

فانتحرت على البتلات..

لتتحول مسكا..

يتطاير بخورا..

في محراب عشقي..

به أستحضر روحك..

فتشاطرني مخدتي..

التي لفها النسيان..

وباتت الأحرف رفيقها..

والذكرى خليلها..

ليتك تعرفين..

أن طعم أحمر الشفاه..

لازلت أتلذذه..

كلما داعب لساني شفتي..

فيحملني على دفاتر الكلمات..

أجنحة..تطير بي..

في عالم وردي مزهر..

يحط قلبي رحاله..

على ضفاف أوردتك..

يتبع ريحك..

كيعقوب ليوسف..

ويتحسس الطريق إلى وتينك..

ففيه كل شفرات قلبك..

يفكها شفرة شفرة..

ليلتحم وريدي بشريانك..

هناك..

يعود للصبح سناه..

ويستعيد الليل سكونه وسكينته..

ولقلبي هدوؤه..

وتشرق شمسه في ضحاه..

فينعم قلبي..وينتعش..

ويفارق وحدته..

ويعود إليه همسه..

فيسمعك خفقته..

العربي بنعلي  Arb Ouch