أرجوك يا وطني // بقلم خيرات حمزة إبراهيم

 ،،،،،، أرجوكَ ياوطني ،،،،،،


خبايا والليلُ حزينٌ 

قهرٌ أسودُ يختبئُ

يتلحفُ العتمةَ السوداءَ

القمرُ مقيدٌ سجينٌ  

حكمهُ أن يتسولَ الضياءَ

أحلامٌ جامحةٌ تستعرُ 

والدمعُ جزافاً ينهمرُ 

أنينٌ صاخبٌ يعلو 

وضجيجٌ مجنونٌ

يقتحمُ المحافل


الأوهامُ تلونتْ بالقرمزيِ 

تنكرتْ خلسةً 

ولبستْ شعاعَ الشَّمسِ 

طردتْ زهرَ الربيعِ

فماعادَ النحلُ يشتري

والفراشاتُ همَّتْ تبيع

الثمنُ بخسٌ 

وعلى الميزانِ الكفيفِ 

كرامةٌ مهدورةٌ 

داستها الجحافل


والحدائقُ السوداءُ

تختلسُ النظرَ بإزدراءٍ

خلعتْ حلتها الخضراءَ

وارتدتْ ثوبَ البلاءِ

حقدها اغتالَ الودَّ 

فاقتلعتْ كلَّ الوردِ

شرَّعتْ وأقامتْ 

على الرفاةِ

أحكامها ومآتمها 

مشانقها والمقاصل


سألتُ عن الإنسانِ

بين ركامِ الزمانِ

وسألتُ عن وطني

أين هو وطني

وماذا حلَّ بالأوطانِ ؟!

شبحُ الموتِ يتربصُ 

أقلامٌ تتقيأ الذلَّ 

أوراقٌ ضيعتِ السطورَ

وحروفٌ أغلبها معتلٌ

وطفلةُ الشَّمسِ تبكي الربيعَ

تبكي شعرها الذي إجتزَّ وبيعَ 

تستذكرُ مشطها العاجيَ

تبكي الذكرى الجميلةَ 

وتبكي الجدائل


آهٍ أيها الليلُ الطويلُ  

آهٍ أيها الصمتُ الذليلُ  

مسكينٌ أيها الحنينُ

أين ذاكَ الأملُ المنشودُ

أتراهُ في سراديبِ

الألمِ المعهودِ   

وأين ذلكَ الصوتُ يقولُ :

ميلادي هنا وهويتي هنا

هامتي وعزتي هنا

كفني وقبري هنا

أرجوكَ ياوطني 

دعني أمتْ واقفاً

فأنا الحرُّ أبداً 

وابنُ أرضِ العطاءِ

ماكنتُ يوماً 

عبدَ الشقاءِ

فلا القيدُ 

يليقُ بمعصمي

ولا الجرادُ 

تهواهُ السنابل


خيرات حمزة إبراهيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي