يا شاكياً // بقلم نصر فؤاد

 يا شاكياً

.............

بقلم / نصر فؤاد

.........................


يا شاكياً ضيقَ العيشِ في ضجرٍ ..

هلا شكوتَ ضيقَ الحالِ للأحدِ

الشكوى لغيرِ اللهِ منتهى الذللِ ..

فهل منْ شكوتَ إليهِ جاءَ بالمددِ

فإن ذهبتَ لِمَنْ طابَ مسكنهُ ..

يَشُحُ عليكَ بالأموالِ والسندِ 

وإن ذهبتَ لِمَنْ ضاقتْ بِهِ الدنياَ ..

يجودُ عليكَ بالإملاقِ والنكدِ 

أتشكوُ اللهَ وقدْ أحياكَ مِنْ عدمٍ ..

وما شكواكَ إلا قلةِ الجَلَدِ

فالصبرُ حقٌ لِمَنْ أعيتهُ حيلتُهُ ..

وما الصبرُ إلا عادةِ الصمدِ

إذا ما الفتى في الميدانِ قَوِيَتْ عزائمُهُ ..

هانتْ لديهِ قممُ الجبالِ من هدَدِ

وشخَصَتْ له الأبصارُ بالإعجابِ ترصدُهُ ..

وعَنَتْ الوجوهُ له بالإجلالِ في سجدِ

إن الشكايةَ لا ترقى بصاحبِها ..

مهما تعالتْ الأصواتُ في العددِ

ولا قامتْ بها الدنيا ولا عَمُرَتْ ..

ولا شُيِدَتْ بها الآثارُ من مجدِ

لا تيأسن، فإن اليأس سياف بلا قلبٍ

يفيضُ عليك بالأحزانِ والكبدِ

وكنْ كالليثِ كلُ الخلائقِ تهواهُ وتخشاهُ ..

لا كالشاءِ تأكُلُها الذئابُ مِنْ عَضُدِ

يا مِنْ توسدَ بالزُهْدِ فَرْشَ مَرْقَدِهِ ..

تلحَفْ بصبرٍ والفُظْ شهوة الجسدِ

بشرى للصبور على بلوى ألمتهُ ..

الفردوسُ مثواهُ بَعْدَ الموتِ واللحدِ

جناتُ عدنٍ مع الأبرارِ يسكنُهاَ ..

قد طابَتْ السُكنى ونِعْمَ الجارِ والسَعْدِ

وقد حُرِمَتْ عليه في الأُولَى وفي الأُخْرَى ..

نيرانُ ربِكَ عنْ عَدْلٍ وعنْ قَصْدِ


بقلم / نصر فؤاد نصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي