هو ذا القلب // بقلم الشاعر خيرات حمزة إبراهيم

 ……… هو ذا القلب ……… 


كالشمسِ يدنو من الظلِّ

يقتربُ ويسمعُ شكواهُ

همسٌ والدمُ الدفاقُ يجري

حزينُ شكوى الظلِّ وبلواهُ

النبضُ منهُ يئنُّ ماعاد يدري 

أظلمٌ تراءى والقدرُ احتواهُ 

أمْ تراهُ لقاءُ صخبُ الحنين 

والرأفةُ ضعفٌ وفوضى أنين

فيحلقُ بالنور ذلك المخلوق 

          والظلُّ مقيمُ

كالنجمِ أبداً يشتاقُ الضياء

يصحو وتصحو معه السماء

يغني الأرض بشهبٍ تدلى

عرس شوقٍ وعناق احتفاء

بكلِّ الوهجِ سما وبكلِّ الألقِ

كعاشقٍ يحملُ وردة حمراء   

     وينتظرُ مستهيمُ

كالنهارِ الوليد ينبثق من ظلامٍ

يأتي على الزهرِ بكلِّ إهتمام

يزيحُ وحشة العتمة بالنورِ

يغني الحبَّ  وبكلِّ السرورِ

يخفقُ بالخير ويرمي بالشرورِ

ينسى كلَّ أسباب التجافي  

   ويخلع الظلمة الحمقى  

        والليل البَهيمُ

كالربيعِ يجتاز كلَّ الحدود

بُشرى وأحلام تنتظرها الورود

فارسُ الزهرِ الجميل هو

جاء بالعهود يجتاز الصدود

والزهرُ يئنُ يستجدي الثلوج

وقد أدماه ظلم القيود  

يطوي غياهب الصقيع اللدود 

   والشتاءُ السقيمُ

كالنسيمِ تطارده الرياح

خلسةٌ يختار الصباح

هو عاشق زهر الأقاح

العبير هناك بين الوهاد

جاء والنبض يكلله وشاح

   وبين العبير يهيمُ

كالطيرِ يباغته الحنين

يألف الغابة من سنين

صباحاته ألوانُ طيفٍ 

تارة يشدو الأفراح 

وأخرى يلفحها الأنين

غامضٌ هو ذلك الطير 

شدواه علامة استفهام

يفهمها كلَّ عاشقٍ متيمٍ 

    ويجهلها حكيمُ

هو ذا فخامة ذلك القلب

تارة تراه إعصارٌ مدوِّي 

ضياع مشاعر ونبضٌ عنيد

وتارةٌ تراه جدولاً رقراقاً

والكلُّ من حوله سعيد

الماء فيه مرآتٌ تجلت

وفي الشرايين نبض الحبُّ  

      والخيرُ والنعيمُ


خيرات حمزة إبراهيم

١٨ / ٦ / ٢٠٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي