كلمات و هذيان // بقلمام البنين

 ........***كلمات وهذيان****


 آلام المخاض حل كضيف ثقيل

غير مرحب به ..

 تتوسل والدتي  الرحمة و السكينة....

لم تستطع الوقوف لشدة  الوجع .

سوف أنادي أبي....

رحماك يا إله ...الوجع يفتك بها...

إنقطعت الكهرباء عن حيينا.

ليلة تنذر بالشؤم..

 جميلة أنوار الشموع...

لم أعد أكترث لحال أمي وتوسلاتها..

الشعلة فوق الفتيل تتمايل كفنانة متمكنة....

 أحسد الشمعة  وطيبة الفتل...

سمعت صوت أبي يغادر..

 لا حاجة للحاق به..

  أخشى أن يأخذوا الشمعة مني ...

منظر كهذا لن يتكرر...

ليس من عادتي رأيتها في

بيتنا...

زادت توسلاتِ أمّي ....

في صوتها حشرجة...

بصوتها المتعب توصي شقيقتي..

 توخوا الحذر كي لا تتأذوا ..

 وأن تناموا مبكرا..

وأن نعتني بأنفسنا...

  بات بيتنا مهجور وبارد ..

كلمات أمي  الأخيرة مبهمة.. الظلام  حالك ...لم أودعها ..كيف لي أن أعرف ملامحها   ...

ليتني لحقت بها وقبلت رأسها..

سوف أعوضها حين تأتي..  ..

نهض أبي مبكرا..اليوم سوف تعود أمي ومعها أختي هكذا أخبرتني ذات يوم ....سوف تكون لك شقيقة...

حشد أمام المنزل.بكاء...يرافقه نحيب...ونسوة تلطم الخد..

شيء ينام على الأرض يتوسط صحن الغرفة ...

لم أختي تمسك بذلك الشيء وتبكي بحرقة...

منظرها أضحكني شعرها مبعثر كفزاعة حقل...

عندنا زوار و ضيوف ...

فرحت كثيرا هناك أطفال للعب

صراخ الصبية يهز أركان البيت  ..  نظرات الشفقة تحوم حولي....


فجأة تذكرت أمي   يجرجرني  شعور وشوق لرؤيتها ..... كمتسولة تبحث عن رغيف من شعير أو طحين ..

فات الأوان على الاختيار.

همست إحدى النسوة اللهم كن ولي هؤلاء الصبية لايزالون صغار و الفقدان منهك ...

اليتم شيطان كافر...

المناسبة  على شرف  أمي...


كانت تودعنا وظننتها من الألم تهذي...


سرقها منا  الموت من  دون  ذنب. 


منذ اليوم  سنجوع .. 

سنعطش ...

ونبكي....


و. تتصدع أرواحنا و نسقط. 

سوف لن يكون هناك لحمة

ولن نرى بعضنا البعض..

سيتشتت شملنا بعد لمة..

ذهبت من كان لها الفضل

في الاحتواء...


لا أزال أعيش على أمل إلانتظار..  ليت خيالها يزورنا  ذات ليلة..

كان لنا أم تعجن قلبها  وتطعمه لنا خبز.. 

اليوم بيتنا مظلم ..بيتنا ينزف ..

منطفئ وغادره النبض...

ام البنين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي