كما الطيور // بقلم د. عبدالله دناور

 كما الطيور          نص

ــــــــــــــــ

ياه.. معقول

أنت تطير وبهذه الأعضاء الثقيلة

ليس غريباً أول كل شيء حلم

هناك.. بعيداً

تماماً كالطيور..من قال ليس للطيور أحلام.. فما معنى زقزقاتها.. تغريدها على الغصون.. ما هدف هجراتها 

لم لا.. هي تغرد وأنت تنشد الأشعار وتسمو على أجنحة الخيال.. ربما لك أحلام تبحث عنها هناك في النور

تمرّ بقوس الغمام.. عنها تسأله وعن سر الأفراح بألوانه

كما الأجرام السماوية هي تضيء.. والفرق أنك قاتم قادم من الظلام الأرضي..جميل أن تفتسل في بحيرة الأضواء

منذ نعومة أظفارك تطير..هذا ديدنك

ولهذا الوقت.. أقصد لهذا العمر المشرف على الخريف بثقالته.. تود البحث عنها .. اللحاق بها.. تقصّي أخبارها.. تعتقد أن لا ربيع على الأرض وفي السماء  تكمن الفصول البهية

وكيف كنت تطير.. الأمر بسيط.. في الأحلام كل شي ممكن

هكذا..هكذا تهرول بضع خطوات.. تسرع.. ترفرف بيديك  كجانحين..تماما كالطيور.. ثم تقلع كالطائرة.. تغادر الأرض كالشهاب.. في الأعلى تراقب الآخرين.. ترمي التحية بصوت عال ليسمعك أو لتثير دهشة أترابك.. في السماء تسلّم على الطيور على الأجرام المتوهجة.. تعقد معها حلف سلام.. تحسّ أنها ترتاب في القادمين من الأسفل.. أنت سعيد برفقتها.. قريب من ألق القمر تتعلم أسرار الضياء.. تحتاج لمجاهدة كبيرة.. لا مجرّد الزحف على التراب..تجول وتجول

بالتأكيد في الأعلى مررتَ بالغبار والدخان غاية إنتاج البشر على الأرض.. أخيرا تحطّ ولا تريد أن تحطّ.. كذلك كالعصافير.. يقال أن العصافير تقفز كثيراً من مكان لآخر ربما علمتها أجدادها الحذر من هذا الكائن..

حدثنا أكثر.. شائق حديث التحليق.. عما سأحدثكم..  مالا عين رأتْ رأيتُ ولا أذن سمعتْ سمعتُ.. قمة السعادة أن تخف فتطير.. لم يعكّر صفو هذا المعراج إلا صوت.. أفقْ حان موعد ربطة الخبز..كان هذا في الهزيع الأخير 

ياه ما أصعب النزول من الجنة إلى الدنيا وقد نزلنا سابقاً وها نحن ننزل وسننزل على ما يبدو كثيراً

ما أصعب أن تهوي من عرس التغريد إلى مأتم الضجيج والسراب

ما أصعب أن تسقط من حقل النور إلى مغارة الظلام

بالتأكيد على الأرض شعرت بثقالتي المقيتة ربما لكمية الأحلام المنكسرة وتاريخ ضياعها الطويل المستمر

سألتموني كثيرا.. حكيت كل التفاصيل.. مذ عهد اليفاعة تسأل ولم تلقَ جواباً..ما حكاية هذا الطيران.. ديمومة هذا الحلم

فهل أنتم للرؤيا تعبرون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. عبدالله دناور. 21/1/2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي