عذوبة لسان // بقلم عبد الحق لمهى

 عذوبة لسان

كان هناك صديقان، أحدهما غني والآخر فقير بينهما علاقة حميمية لا يكادان يفترقان إلا قليلا ، إذا اشتكى أحدهما من مرض تداعى الأمر على الآخر ، وإذا غاب أحدهما تولى الآخر قضاء مآربه. وذات يوم قرر الصديق الفقير القيام بزيارة إلى إحدى القرى التي قضى بها أياما في وقت مضى ، وعندها اقترح على صديقه الغني مرافقته في رحلته تلك، فما كان منه إلا أن سر بسفره مع صديقه المرح الضحوك، وعند وصولهم إلى القرية المقصودة رأى الصديق أن صاحبه الفقير هذا لم يكد تطأ أقدامه المكان حتى التفت حوله أهل القرية هذا يريد مصافحته والآخر يريد تقبيل يده ، وهذا يسأله عن أحواله وأحوال عائلته، أما من سمعوا بحضوره للبلدة فلم يفوتوا فرصة الجلوس معه ولو لبرهة قليلة يسترجعون معهم أيام جميلة قضوها معه ، طبعا مظاهر إكرامه بالطعام والشراب لا تعد ولا تحصى .بقي هذا الصديق الغني منبهرا بما يرى ويقع أمام عينه من صور ومشاهد لم يألفها من قبل في رحلاته مع أصدقائه الآخرين. وبعدها بادر إلى سؤال صديقه قائلا: اعذرني ياصديقي على سؤالي هذا، كيف أدركت هذه المكانة بين قومك؟ فقد أعجبت بما رأيت بينك وبينهم، وأنا الذي عندي مال كثير ولا أرى الناس إلا ينفضون من حولي  . أجابه صديقه الفقير : كل ما في الأمر هو عذوبة لسان فإن من عذب لسانه كثر محبوه وإخوانه.

بقلم عبد الحق لمهى.