ملامح ذات بهجة // مقالة بقلم يحيى محمد سمونة

 ملامح ذات بهجة   | 14 |


لو قلت لك: أنت إنسان عظيم... فما حقيقة قولي هذا فيك؟ على أنه لا بد لكل قول من حقيقة تحكي صدق القول أو كذبه، فإن كنت أنت عظيما بحق فتلك هي حقيقتك، و إلا فحقيقتك غير ذلك.


أيها الأحباب: 

[ أود بمنشوري هذا أن أبين أن الحقيقة "ثابتة" و أن الناظر إلى الحقيقة "متحول" ] 

فأنا قد أعبر بعظمة شخص ما إشارة إلى: كريم أخلاقه - أدبه - إستيعابه للأمور - ذكاؤه - حسن معشره .. الخ - فهذا التعبير مني تجاه شخص لا يغير من حقيقة أمره في شيء، فإن كان على خلق كريم فهو عظيم في ذاته سواء قيل ذلك عنه أو لم يقال، و إنما يتحول شخص الناظر إلى الحقيقة. فهذا التحول في النظر إلى الحقيقة لا يغير منها شيئا.

إن متعلق الحقيقة هو: الاسم - الخصائص -  الصفات - السمات؛ و هذه كلها ثابتة راسخة في كل شيء بعينه بحسب ما أوجد الله تعالى ذلكم الشيء.

[ و أود التنويه هنا إلى أن "القيم" ثابتة عبر الزمان و المكان فحقيقة الخير خير في كل زمان و مكان، و حقيقة الشر شر في كل زمان و مكان ولا نسبية في ذلك على الإطلاق، و ينطبق ذلك تماما على الحسن و القبح، و  الفضيلة و الرذيلة، و غير ذلك كثير ]


و إذن: ف"الحقيقة" ليست حمالة أوجه كما يقال، بل للحقيقة وجه واحد ثابت لا يتغير، و إنما الذي يتغير البشر إذ يحمل الواحد منهم أوجهاً متعددة في أقواله و أفعاله و سلوكه و ثقافته و نظرته للأمور، و توجهاته و ما يظن و يعتقد و يدين به. 

و على هذا فالحقيقة لا نطلبها من مقالة امرئ عادي، بل نطلب الحقيقة من: 1 - كتاب كريم منزل خلا من تحريف و تبديل. 2 - نطلب الحقيقة من لسان نبي كريم لا ينطق عن الهوى.  3 - نطلب الحقيقة من لسان عالم يبلغ بيقين آلية و كيفية مضي الحركة في الوجود كله على أنها من أمر الله التكويني.

إننا لو سألنا اللون الأصفر، هل أنت هو اللون الأزرق؟ لقال لنا بل أنا على الحقيقة هو اللون الأصفر حتى و إن اختلفت جهة النظر إلي.


- وكتب: يحيى محمد سمونة -


للتنويه: أبين لكم في منشوري اللاحق بعون الله تعالى: لماذا تكمن حقيقة الأشياء في أسمائها الحقيقية غير المزيفة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي