حواء يا أنا // بقلم الشاعرة زهرة حشاد

 حواء يا انا


يا أنا أعترف كل الإعتراف

 ما عدت بتاتا أنا

حين انشقٌ بياض الثلج

تواريت عن ظلي الوارف 

عشقت قزحيٌة الألوان 

ثملت من نبيذ الجنان

وإبليس يغريني

انصهرت في بوتقة التبرج 

أتقنت فوق الثلج لعبة التزلٌج

حلٌقت كراقصة بلا أجنحة 

ثملت من نبيذ التموٌج

تبعثرت تحت قدمي هباء منثورا 

كلٌ اوراق أصالتي 

طويتها في مناخر الحضارة

ما عدت عربيٌة المزاج 

تخثٌر يا حوٌاء أصل الطين 

تلاشت ملامح بشرتي الكوثريٌة

انفطرت يا آدم تحت ضلعك الأيسر

فصيلة جذوري

ما عاد طعم العرب يغريني 

 حواء يا أنا 

غادرت جنتي

 التوت أحجية الملكوت 

ٌثملت من نبيذ التفاح

ما عدت أخسف على سوأتي 

ورق الجنٌة 

تنصٌلت من ثوبي

كثورة عارمة 

تقتصٌ من عمق السكوت 

وأقبية التاريخ انشقت مذعورة

انفلجت عن بيضها المكنون

تغيٌر عطر المسك والزيزفون 

تفاوت المخاض 

تفجٌرت موانع السٌكون

حين اشرأبٌ الإنتفاض

حوٌاء يا أنا لاتجزعي

ما دمت هاربة من زمن السجون

هاجرت مرآتك القديمة 

 وجدائل شعرك الغجري 

تمايلت على كتفيك 

تغازل نسمات الصباح

 وكعبك الإفرنجي 

يعانق شذى قدميك 

يسابق أدراج الرياح

كسلوى في مهبٌ الريح 

من أنت يا أنا  ؟؟

يا ظلٌ امرأة في أوج الثأر 

غيٌرت قبٌعنها بين الجنٌة والنار 

على بهو القمر 

كغيمة مشحونة من مزن الخمر

كوني امرأة ماسيٌة

عنوانك عربية  

ومفاتيح الحضارة بين أناملك

 لا تعرف الإرتعاش 

تخلخل القياصرة 


بقلمي الشاعرة زهرة حشاد 

تونس في 20 جانفي2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي