الذكريات و مراحلها // بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘الذكريات و مراحلها⚘
***********************
في أي علاقة بشرية بين أطراف مختلفة لابد لها أن تصل إلى مفترق حاسم ينهيها
و هنا سيبرز دور الذكريات في خيالاتنا تعالوا سوياً نتدارس موضوع الذكريات معاً و نحيط بجوانبه من الناحية الإنسانية و تصنيفاتها و العاطفية في صدق المشاعر حباً أو كراهية نبدأ
*** بذكريات الطفولة
التي تمتلك شطراً من ذاتنا و أرواحنا و تحمل مشاعر الحنين إلى تلك الفترة من حياتنا رغم أنه قد تكون ذكريات الطفولة عند البعض تقترن بالألم و الحزن عند افتقاد أحد أهم شخصين عند الطفل أمه أو أبيه مما قد يدخله في متاهة الحزن و التألم مقرونة بالمعاناة في حال وجود ظلم من زوجة أب أو زوج أم و قد يحدث حالات تشرد إن لم يصل بها الأمر إلى إصلاحية لقضاء حكمٍ بالسجن فالطبيعي هنا أن تحفر مثل هذه الظروف نقش ذكريات بائسة ثم تأتينا
*** ذكريات الشباب
بما فيها من حماس و إثباتات للذات و ذكريات هذه المرحلة بمعظم الحالات تتسم بالشقاوة و كثرة عمل المكائد الخفيفة التي تندرج تحت مسمى ( المقالب و الشغب )
ينطبع في ذكريات هذه المرحلة عبارات الضحك و الفكاهات و الحركات الراقصة تمهرها عبارات عشق شبابي تشيع في كل آونة حسب مقتضى أحوال هذا الوقت فمثلاً كان العشق أيام شبابنا ينطبع بالخجل عند الفتاة و المحاولات الصبيانية آنذاك كانت تتضح بإرسال النظرات و إن تعدت حدود النظر وصلت إلى إرسال رسالة كتبها إما بنفسه أو بالإستعانة من كلمات أغاني العندليب الأسمر و فريد الأطرش كأشهر مطربي العشق في ذلك الوقت
لننتقل إلى معالم ذكريات يكون بين الشباب و اكتمال الرجولة أو الأنوثة ألا و هي
*** ذكريات المرحلة الجامعية
و التي تكون عند البعض مرتبطة بالسعادة و الحرية و الجمال و كل قيمة فيها البراءة تنسج أحلى روائع أيام الدراسة و أحلى خاصية لهذه الفترة من عمر أي واحد منا حتى لو كانت تحمل خاصية التعب و الجهد في التحصيل الدراسي إلا أنه يندرج تحت ما سيكون مستقبلاً بمعنى أن أي جهد قد يُنسى وقتها و بالتالي يتحول إلى مكامن الذكريات فينا لتكوين واحد من أهم فصول ذكرياتنا
لتأتي مرحلة ما قبل النهاية
*** و ذاكرة العمل و بناء الأسرة و التي تحمل طابع الجدية و الإتزان بعيداً عن مواطن الإنفلات و اللا انضباط و يتم معها بناء الأسرة و الاتجاه بها نحو العقل و الرزانة
إلى أن نصل إلى
*** مرحلة الشيخوخة و متاعبها من الناحية الصحية هنا لن يتم تخزين جديد بل استعادة شريط الذكريات من ألفه الى يائه و يكون العقل نشطاً بهذه المرحلة في تفاصيل الذكريات القديمة بينما قد لا يذكر ماذا حدث قبل ساعات فإذا وصل به الحال لنسيان الشخصيات و محي شبه تام للتذكر يكون في طور الزهايمر و خطره و الصعوبة أن تطول هذه المرحلة و يشكل الإنسان عبئاً ثقيلاً على المحيطين به و الخطورة أن تكون رغبتهم في أن يسلم الروح إلى بارئها
و نصل هنا إلى الياء و النهاية المحتمة بتناولٍ لكأس الحياة الأخيرة و إسدال ستارة الحياة
و ختام القول ختم الله لنا بالصالحات من العمل و تقبلها منا بقبول حسن
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق