خاطرة // بقلم: عبد الحق لمهى

 خاطرة

ينشئ الخالق السحاب، فيسوق بأمره غيثا إلى بلد، فيحيي به الأرض بعد موتها. يكثر زرعها، وينمو ضرع بهائمها. بينما أخرى تغطيها الكتل الهوائية، فلا هي أحيت بها أرضا، ولا أنبتت كلأ ولا عشبا، ولا نما بها ضرع. فسبحان الله، والعجب ولا عجب من أمره.

الجبل هو الجبل، ينبجس بعض أركانه ماء بينما لا يخرج من أخرى. وإذا انبجس منهما كان الأول عذبا زلالا، والآخر ملحا أجاجا. فسبحان من فرق بينها مع وحدة الأصل والمصدر.

يخرج، من التربة والماء الواحد، شجر وفواكه مختلف ألوانها وشكلها، منها المثمر وغير المثمر، المزهر وغير المزهر، الحلو والمر، الصيفي والشتوي، الربيعي والخريفي. فسبحان من أخرج من الواحد المتعدد والمتنوع.

في الأرض اليابسة المحيطة بالبحر تجد الماء الغور، وفي الأخرى النائية منه تجد الماء غير الغائر.

الأشجار تلقح بغصن من غير غصنها يحيا ولا ينبت نفس ثمار الشجرة الأم.

من الجبال حيث الحجر وانعدام الماء والتربة يخرج نبات وأشجار.

من عجيب خلقه تعالى؛ الأشجار الواحدة تنمو وتثمر في مكان ولا تثمر في آخر وهي تسقى من ماء واحد.

مزروعات الحبوب من النوع الواحد تثمر وتحصد في إبان في أرض؛ بينما تحصد في إبان آخر في مكان آخر.

الأرض هي الأرض؛ تسقط عليها الأمطار كالأخرى، فمنها الطيبة التي تقبل الماء فتنبت الكلأ والعشب الكثير، ومنها القيعان والأجادب التي لا تنبت زرعا ولا ثمرا.

تسقى الكائنات كلها من ماء واحد؛ فمنها من تنتج العسل المصفى، ومنها من تخرجه لبنا، وأخرى لا يكون إلا سما قاتلا. فسبحان مخرج هذه الأنواع من كائنات خلقت من أصل واحد.

بقلم: عبد الحق لمهى.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي