اجبرني // بقلم الأديبة: عيشور نوسيبة إيمان

 #العنوان: اجبرني

•••

و شاءت الأقدار أن أرسو على شاطىء الخيبة بسفينة بلا شراع ،، أترقب نسمة أمل فربما من وجعي الدفين تنقذني  ..

تقطع حبال هذا الليل البارد و تنتشلني ..

جسد هزيل يتلو آيات الذبول بانكسار ..

مشاعر مبعثرة ..

قلب مثخن بالجراح  ..

و أمنيات جفت تحت جذوة الانتظار ..

أما آن لي أن أرتاح ..!

متعبة أنا  ..

 متعبة من تمثيل دور القوية ..

من خيانة خلان منحتهم في حياتي الأولوية ..

متعبة من صحبة خذلان ذو ملامح بلهاء ..

من هواني و روح تعاني ، فقدت نهكة البقاء ..

هرمت قبل أن أبلغ الخمسين ..

بل إني أعيش حياة الخمسين في عمر العشرين !

فمعالم وجهي تجعدت ..

و صرخة الشيب على شعري استولت ..

ليتني لم أكبر .. 

ليتني لم أكبر و بذل الفقد لم أشعر ..

ليتني كنت ضريرة .. 

كي لا أرى أمورا كثيرة ..

أمورا رأيتها و لم أكن أريد أن أراها ..

كي لا أرى رحيلهم المعقد ..

و شماتة ضحكاتهم على عمري المجعد ..

رحلوا عني و مني .. 

غادروني دون عودة .. 

و تركوني أعاني الوحدة ..

و هاهم الآن يعودون .. 

كإخوة يوسف يتباكون ..

لكني لن أغفر 

قيل لي مرة :  "إن سقوط الشمس ينجب ألف نهار"

أخطأوا فسقوطي أنجب ألف انهيار ..

حينها أصبح ليلي بكاء و نهاري عزاء ..

خائفة يا الله ..

خائفة من نفسي و على نفسي ..

خائفة من ظل يأسي  ..

إني أطرق بابك يا الله و كل الأبواب موصدة ..

إني إليك أعود فارحمني ..

القلب بأحشائي يناديك اجبرني ..

إليك يا الله 

 أشكو ضيق صدري ، و قلة صبري ..

صبوتي و أحزاني ، انكساراتي و هواني

      فاجبرني  ...

•• الأديبة: عيشور نوسيبة إيمان 

•• الجزائر/ سطيف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي