يسألني // بقلم أبو حمزه بندر

 يسألني بعض الأصدقاء 

عندما نلتقي صدفة 

ودون ميعاد

في حديقة أو على فنجان قهوة 

في أحد مقاهي البلاد 

... ... يسألني أحدهم 

مستنكرا 

كيف لي أن أكتب بعد هذا العذاب 

وبعد أن أصبحت البلاد كلها بقعة من السراب 

وبعد أن اضحت رمال الشواطئ 

كخيط ذهبي 

معلقا في أحد متاحف المدن الكبرى 


يسألني صديقي مستغربا 


...........

ليس عجبا ولا غريبا 

فالسؤال حقا لا عجب فيه 

فقبل عشرات السنين 

داهمنا الليل فجأة 

ولم نعد له نورا 

فكان همنا لا أن ننير قلوبنا 

ولا أن نزرع بساتيننا 

ولا أن نعمر بيوتنا 

ولا أن ننثر عطرا وأريجا فوق جبالنا 


كان همنا وشغلنا الشاغل 

أن نصطف قوافل 

بلا عدد 

بلا لون 

بلا هدف

كي نحصي 

أوجاعنا 

ونقتات خبزا يابسا 

مرا 


فأغلقنا نوافذ الشمس 

وتسمرنا 

كشجر زيتون جفت عروقه 

فصار خشبا 


تحرقه مدافئ الشتاء 

فيتبعثر في الأفق 

وينطفأ اللهب 


..........

عجبا لنا 

كم نحن سخفاء 

لم نقرأ التاريخ 

ولم نحسن في الميدان 

كان همنا وحلمنا العظيم 

ووجودنا الكريم 

ينحصر في رغيف خبز 

أو فتات موائد 

أو خيمة بلا شموع 

أو بيت بلا جدران 

........

لم نفكر يوما 

ونحن ننتعل الريح 

وننحني في طوابير الذل 

وفي ساحات العار 

كم هي قيمة الإنسان 

بلا كرامة 

ولم نفكر يوما 

أن الموت أهون ألف مرة 

عندما نعجز عن الكلام والجواب 

إذا جاء طفلي يسألني 

مامعنى الحرية والكرامة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تحيات أبو حمزه بندر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي