مزمار الحق ج1 // بقلم السهلي ابراهيم

 مزمار الحق  ج1

                                                   السهلي ابراهيم 

من كومة الرماد انبثق نجم أحمد النضالي ولمع بريقه في الجامعة وسط الطلاب، امتد شعاع النور حين التحق بالعمل كمدرس مع زمرة من رفاقه، مفعم بالنشاط والحيوية، مسيرة نضالية ضد البيروقراطية، الدفاع عن قضايا الوطن الكبرى: الفقر، الفساد، البطالة، السياسة التعليمية... توهج  ضوء النجم الأحمر حين اِلتحق بالعمل كمدرس، كان واقع العمل ينزف وجعا، انخرط في العمل النقابي، نضالات مقاطعات للدروس واقتطاعات من الأجرة، إنذارات وتوبيخات... كل ذلك لم يثن عزيمته في الدفاع عن الحق.

 لكن لماذا ركن أحمد في زاويته واتخذ من العزلة دربه

 ورفيقه؟

لماذا اعتزل العزف على الناي الأحمر؟ 

هذا سؤال  يشغل رفاق الأمس، ذاك النجم الساطع قد أفل نوره وتقوقع على ذاته.. يتابع أحمد ما يجري في صمت، البوح صار غير ممكن، لكنه يتحدث مع رفيق دربه بروية وهو على مشارف نهاية الخدمة، مسار يتدفق بالتجربة ولسان يتحدث عين الحكمة:

منذ اليوم الذي وجدت المناضل المنقب ديمقراطيا  يمارس البيروقراطية في نضاله، في خرق أخلاقي لإطاره النقابي وتاريخه ودماء رفاقه، من أجل أن يحصل على امتياز شخصي من رئيسه المباشر.

ومنذ اليوم الذي أضحى النضال النقابي يستهدف المس برجل التعليم. 

ومنذ اليوم الذي اطلعت على بيان مطلبي فوجدته لا يتجاوز حدود الطلب الشخصي في تغافل تام لقضايا التعليم الكبرى...

حينها عدت لصديقي المجنون حضنته بقوة كطفل صغير وقبلت جبينه، فقد كنت ألتقيه كل صباح في طريقي للمدرسة، أغدق عليه بدريهمات لوجبة الإفطار وهو يصرخ في وجهي : كن إنسان فأنت مزمار الحق....

يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي