رحماك يا قلب بي // بقلم عارف البواري

 رحماك  يا  قلب  بي  

لا تئن يا قلبي ، لا تتوجع

فلله أتوسل ولله أضرع

كي تزول الهموم عنك فتشعر بالسلام وتستمتع

على المولى اتكل ، لن يتركك الله خرابا بلقع

فيا خافقي الحبيب لا تضعف أمام تجافيها وتركع

تقبل مشيئة الأقدار ، ليس فيها إلا ما ينفع

وانسى ذاك الماضي الكئيب ، عساك صوتي الحنون تسمع

يكفيك جراحا يا فؤادي ، ، كل ما يذهب لا يرجع

أظهرت لها من الطاعة ألوانا ، فوضعت في حناياك المبضع

لا تيأس ، لا تفقد الرجاء ، يحصد الإنسان ما يزرع

كنت لها نعم الأنيس ، وبغير أنسها ما كنت تطمع

لكنها قلبت لك ظهر المجن وراحت تستهزيء بدموعك في كل مجمع

أعماها الغرور فأنكرت عهدا كنت لها فيه خادما يخضع

لكن من يعهد لأم حنون بطفل لا كمن يرميه لذئاب تلتهم وتبلع

أنت تحن يا قلبي إليها حنين السكير للخمر كعبد أوكع

وتشتاقها كما تشتاق الغزلان للمراعي كي تلهو فيها وترتع

فلم الضعف يا فؤادي ، بعد أن ظهر  القبح وزال البرقع ؟!

عنها ابتعد دون تردد ، ، كن قويا وعن الحب البشري ترفع

ملكوت السماوت يناديك ، لبي النداء ، لا ترتعد ، تشجع

فإن كان قدرك في الحب رفيع فهو مع الله أعظم وأرفع

لا تثقن بمن تصبغ الشعر وتضع المناكير على كل إصبع

هي تبدل في كل يوم وجهها وفي أساليب الخداع تبرع

حتام تبقى غبيا وتنتظر الأمان ممن يهين ويضرب ويصفع

هيا يا خافقي المسكين ، اتركها وشأنها ، ليس ذهبا كل ما يلمع

من يرى النيران لا يرمي نفسه فيها ، أأنت طفل يرضع

فالقمم الشماء موطن النسور ، لا يعاشر الجبار من هم أوضع

أرض الطهر تمتد أمامك ، فمتى نعالك بإقدام تخلع

لا ولن يعطيك الأمان من كان بائسا حنظل المآسي يتجرع

عن البعد تعرف الوردة الزكية ، عطرها الأخاذ يتضوع

فاقترب ما شئت من الأشواك ، وعش العمر قربها ولها تضرع

فلن يخرج العبير منها زكيا ومنها الزهور بهية لن تطلع

عارف البواري