العناز و الجمل // بقلم المهندسة مهى سروجي

⚘العناز و الجمل⚘
******************
و عنزات ثلاث احتمين
بكهف صغير من البرد
قطرات الغيث من السماء
تتساقط بغزارة من العدد
قلن نختبي بكهف صغير
نرتجي دفئاً يسري بالجسد
إذ ذاك مر جمل ضخم سنامه
نادى : الغوث رجائي بالمدد
نبيت معاً و أكون بينكن صديقاً
أحمل معروفكن برقبة المتودد
ثم أغادر الكهف حينما أرى
الجو صحا بعد فترة من الأمد
لكن المكان لايسعنا هكذا
أتى الجواب بحسرة الكمد
فصار يرجو و طرح فكرة
فحن قلب العناز مع الكبد
و قلن له : تفضل ضع قدماً
و في الخارج بقية الجسد
و لما استقرت ساقه بالكهف
حركها يميناً و يساراً بالعمد
فطارت العناز خارج الكهف
سارع مستولياً عليه بلا جهد
التئم شمل العناز و رحن يبكين
حالهن بعد انعدام الأمن بالكمد
قالت الأولى : أسفاً إنه ظالم
أصابنا حسرة بظلمه المتشدد
قالت الثانية : إنه للمكان احتل
بسطوة المحتل بقسوة المعتدي
لكن الثالثة تحيرت بالأمر إنه
يصدر عن قلب بشر متصلد
لكنهن عدن وقفن عند الباب
يفكرن كيف نخرج ذاك المعتدي
و بلمح البصر لاح ضياء فكرة
إنها قد عرفت بالذكاء المتوقد
أصغرهن سناً إنما تملك رجاحة
عقلها بها ستخرج ذاك المعربد
نادت بأعلى صوتها : يا جمل
احذر من ثعبان كان لنا متوعد
لما رآنا عنازاً قال استرحن معي
لا أحب لحمكن بطعمه المتجلد
أما إذا جاء جمل أو ثور او ناقة
طربت فرحاً ذاك طعام المسعد
أتناوله و بني و نحن نتراقص
فرحاً ثم ندخر باقيه ليوم أسود
نحن نعلم وكرها فهلا سمحت
ندخل نخبرها إنك جمل متجرد
لا فيك لحم إنما سنم بالقسوة
كأنه جبل من الحجر المتصلد
رد الجمل : تدخل واحدة بدل
حافري أسمع حديث المشهد
رضيت الصغرى بعدما طلبت
من شقيقة تحكي كثعبان متقلد
لما صارت الصغيرة بالكهف
وجهت حديثاً قرب شق مرعد
و أختها انزوت قرب حافره
بحافرها تفح فحيح المقلد
تقول : أنا الآن سألتف حول
الحافر و أنسلُّ مطوقاً للجسد
لما شعر الجمل بصوت الفحيح
خاف ولى هارباً بسرعة المبتعد
عادت العناز لكهفهن ضاحكات
مستبشرات بالأنس مع التودد
ينفضن عن أوبارهن بلل السماء
يحتمين بدفءٍ بأمنٍ بلا توعد
تلك قصة العناز مع الغدر
صغتها بأنس الحرف المتفرد
#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي