و إذا الحرف استسقى // بقلم ريحانيات الاديب المفكروالشاعر التونسي محمد نور الدين المبارك الريحاني

*وإذا الحرف.. إستسقَى*

........

رقيّك تصّاعد بين المراقي الرّاقية

وقلبك على شرفات النّقاء مستلقى

وخمرة تسيل سيلا في مجاري السّاقية

وربّما يقتل الحرمان ذا الوجد...شنقَا

أيا إمرأة راودت حلمي الصّغير

إن ضاق بك المقام فتقت لك العِرْقَ

فإن سألوني عنك ....حتما أجبتهم

وأقول بلا تردّد هي الهوى...هي العشقَ

هي المُلك ومقاصد العشّاق لها خدم

هي بلقيس اللّظى ببنصر يدها العِتقَ

فانظر لهدهد الحبّ لمّا طار لعندها

نفخت في ريشه بعض حكمة....فتمنطقَ

وذهب يفكّ حبال ورطة عن ملك

لكاد يعرّيه من حكمة الرّيش...سبقاَ

إنّ الشّموس وإن أفلت في غربتها

نيران لحاظها في القلوب... ستبقَى

وإنّ الأقمار وإن لك أظهرت ودّها

تلاقيك بعناق الشّغف لرحلة شرقَا

ولقد سرقت كم من قلب للنّساء

فقيل عنّي نعم السّارق ...وماسرقَ

ولقد سكنت كم  قلب... وكنت مالكه

فإن هجرته يوما عشّشه البؤس والشّقا

فقل للذي هناك...كل المراقي في رحلنا

واسئل إدريس الهوى... لما إشتكاه الحرقَ

تسلطن برابعة وعادت الجنّة بحجم حيّة

فلمّا تلقّانا الهوى....قلب المواجيد ترونقَ

أنا الحبّ هنا...والهوى بنبضنا قد إرتقَى

أنا العشق أنا...فإن غبت إشتكاني التّشوّقَى

فيا سيّدة الوفاء... إن رمى بك الهوى عندنا

فالوفاء تلميذ لنا... يرتشف تعاليم التّعانقَا 

شفاه تبتزّشفاه... وقلوب ترمق القلوب

ومزامير في الخلف تردّد التّرانيم  تزقزُقَا

طارت أورادي صحبة الطّيرالحاذق

كلما ذكرت أشواقي تضاءل فتعملقَ

فياهدهدي الصّغيرأكتب بحرف النّبض

عليل الجسم هنا بالرّوح لمولاتي تصدّق

......ريحانيات

الاديب المفكروالشاعر التونسي

محمد نور الدين المبارك الريحاني