قصة قصيرة ...الارادة // بقلم الكاتب والشاعر سلمان ابراهيم

قصة قصيرة ...الارادة ....بقلم الكاتب والشاعر سلمان ابراهيم
في أواخر السبعينات وحين كنت في ريعان شبابي وفي أول نبوغي الأدبي كنت أكتب خربشات وخواطر وأرسلها الى مجلة عربية وكانوا ينشرون لي أحيانا ...وكنت أضع عنواني في أخر القصة ...حتى أخذ الموضوع طابع المراسلة وغالبا ما نتراسل عبر البريد وعلى عناويننا وكم كنت احس بالنشوة حين تصلني رسالة من صديق أو صديقة ....وقد حمل لي البريد رسالة من صديقة من محافظة بعيدة فطارت بي الفرحة وحلقت عاليا....قرأتها فوجدتها كتبت باسلوب أدبي رائع وأحسست بأنني أمام كاتبة مخضرمة كمن أقرأ لهم ...وكتبت في نهاية الرسالة هل تراسلني ؟؟
اسرعت وأحضرت أوراقي وهممت بالكتابة لعلي أرتقي الى مستواها الأدبي والفكري .....
أخذ القلم يرتجف فوق الورقة كجهاز كشف الزلازل وسرحت بفكري ماذا أكتب لها ....هلى سأكون بمستواها؟؟انتبهت من سهوتي وشرودي وجدت القلم قد خط خطوطا منكسرة ونظرت اليها رأيتها تنبئ بحدوث زلزال رهيب سيفني العالم بأسره....
أخذت أحاول وأمزق الأوراق ....وأشعل سيكارة وأتبعها بأخرى وأحيانا أشعل واحدة والأخرى مشتعلة وأصبح التزاحم بمنفضة السكائر .....قمت وغسلت وجهي والتقطت انفاسي وتمالكت أعصابي.....وكتبت الرسالة ووضعتها بظرف وأرسلتها باليوم التالي.....وبعد فترة ارسلت هي رسالة وأخذنا بالمراسلة مدة سنتين الى أن طلبت منها اللقاء فوافقت وكتبت العنوان وقالت انتظرك غدا....
وسافرت صباحا اليها نزلت واتجهت الى العنوان الذي أشارت اليه...وقفت في الشارع متحيرا وأرقب المارة واتفرس وجوههم وأقول هل من هنا تأتي أم من هنا تأتي ....قلق ينتابني اهي جميلة ...كيف سأجدها جمالها....مشيتها...اصبحت أمشي في الشارع ذهابا وايابا واشعل سيكارتي وعمود الدخان يتصاعد بالهواء....انتظرت....وانتظرت ..مللت الانتظار...كاد اليأس ينال مني ...لاح لي وفي أول الشارع امرأة عجوزتدفع بكرسي مقعد ..أشحت بناظري عنهما...ونظرت الى الجانب الأخر لعلي ألمح زائرتي....وبعد لحظة احسست بدولاب الكرسي قد لامس جنبي.....نظرت اليهما وقلت لعلهم سيسألاني عن عنوان في هذه المدينة ...  نعم قلت ...قالت أنت فلان ؟؟قلت نعم ...تبسمت وقالت أنا فلانة ..ياالهي ماهذا الجمال الملائكي ...وقفت انظر اليها واجما ...هل فاجأتك ....صدمت أليس كذلك ....وانا لا أرد بكلمة اتمعن بهذه العيون الساحرة ...بهذا الجمال الفتان...هممت لأحملها بحضني وأقبلها لكن نظرة الحنان والحب التي رأيتها من والدتها منعتني....هل ستبقى تراسلني .....بالطبع بل أحببتك أكثر من ذي قبل ...أمضينا نهارا في الحديقة وكأنه دقائق وودعتهم على امل اللقاء دائما وعدت .....
وحين وصلتني رسالتها الأولى بعد اللقاء قرأت فيها الأجمل والأروع.......

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي