الصداقة و الثأر // بقلم يوسف ونيس مجلع

بقلم يوسف ونيس مجلع – ايطاليا بريشيا

اصدقائى الاحباء قصة قصيرة بعنوان الصداقة و الثأر

كان عادل عائدا من المركز حيث يدرس الى قريته الصغيرة فى عطلة نهاية الاسبوع وكان ينظر الى النخيل البعيد كيف يسبق القريب و كانه يسير بسرعة القطار ثم طرق الى ذهنه اهل القرية الذين يود رؤيتهم امه قبل الكل كم يود ان يلقى بنفسه فى احضانها و لكن احضانها محرمة عليه حتى ياخذ بثأر اخيه ثم اتت صورة محبوبته التى فقد الامل فى الزواج منها كيف يتزوج اخت مهران قاتل اخيه ثم اتت صورة اخيها الاصغر سامى الذى حرم من صداقته والذى يجب ان يقتله اخذا للثأر و لكن مجرد التفكير فى سامى جعل قلبه يخفق لوعة على سعادة مفقودة و تذكر كيف كانا يلعبان معا و يصيدان معا و لا يفرقهما الا سواد الليل الى ان جاء اليوم المشؤوم يوم مقتل اخيه ثم تنبه عادل الى اقتراب القطار من المحطة و كان بقدر فرحته بالوصول بقدر انقباضه بلقاء امه التى كالمعتاد ستستقبله بالبكاء و الجملة التى لا تتغير – اخوك يريد ان يرتاح فى تربته – و صمم عادل ان يضع حدا لهذه المأساة و هو يعلم جيدا ان نهايتها مأساة اكبر منها – وصل عادل الى الدار و لم ينتظر ان يسمع امه بل اخذ البندقية و خرج مسرعا و كان الليل قد بدا يحجب الرؤية و العجيب ان القدر كانه يمهد الطريق لعادل فقد لمح عن بعد صديقه سامى متجها الى الغيط لحراسة المحصول ليلا تتبع عادل خطوات سامى عن بعد حتى لا يشعر به و اذا بذئب كاسر آةتي من سفح الجبل يهجم على سامى و فى لمح البصر اطلق عادل النار على الذئب فاصابه صرخ الذئب وترك سامى و استدار الى عادل لينتقم منه تقهقر عادل الى الخلف فداس على جلبابه و سقط فاقدا توازنه و كانت بجانبه ساقية عمقها ستة امتار و لم يشعر الا و هو فى قاع مياة الساقية اراد الحراك لكن ساقه لم تطاوعه يبدو ان بها كسر حدث كل هذا فى لحظات قصيرة ثم نظر عادل فوجد سامى نازلا بالحبال الى جوف الساقية ليخرجه و بينما هما خارجان من الساقية قال عادل ما الذى جعلك تساعدنى وانت تعلم انه اذا سنحت لى الفرصة ساقتلك رد سامى نفس الذى جعلك تقتل الذئب و نفس الذى جعلك تصبر ثلاث سنوات على قتلى ثم حمل سامى البندقية بيمنه وتأبط عادل بيساره و ساروا الى دار عادل  ودقا الباب فتحت ام عادل وما ان وقع نظرها عليهما حتى ثارت مشاعرها بين جزر و مد بين فرح دفين و خيبة امل بين كبرياء مجروح و سلاما عازما ان يولد – قام سامى بسرد كل ما حدث الى السيدة ام عادل و اضاف قائلا ياخالة ام عادل اليوم خرجت من دارى فى موعد وصول عادل لعلى انظره من بعيد لانى كنت افتقده جدا و نظرته خارج من الدار و معه البندقية و فطنت الى نيته و غلبنى شعور بان هذه القصة يجب ان تنتهى فذهبت الى الغيط لاسهل له مهمته و فى قلبى صلاة لتكن ارادة الله -- انهمرت دموع ام عادل ثم هدأت و احضرت بعض المطهرات لتطهر لهما جراحهما و اثناء تطهيرها لجرح فى جبهة سامى قال لها سامى انا عند عزمى روحى عوضا عن روح المرحوم ردت ام عادل قائلة و هل هناك اكثر من قتل وحشا شرسا عوضا عن روح المرحوم قال عادل نعم لقد كان شرسا ردت ام عادل وقالت انا اتحدث عن وحش اكثر شراسة كان بداخلى ينهش فؤادى فى الليل والنهار وحش البغضاء الذى لا يرحم ارجو ان تزهق روحه فى كل القلوب المتناحرة تم اضافت ان صدقاتكما الحميمة الميثالية قد علمتنى درسا ارجو ان يصل الى العقول سجينة العادات و التقاليد –  صحيح 1الربعية تعلم امها الرعية – و الان كيف اكافئ ابنى المغوار قال عادل تعلمين جيدا ياامى اجابت نعم اعلم حبيبة القلب و ايضا حبيبة قلبى ساخطبها لك بمجرد ان تستطيع السير و هنا انتصب عادل واقفا و هو يقول ساقى ليس بها اى شئ

بقلمى يوسف ونيس مجلع --- مصر

الربعية هى انثى الماعز الصغيرة ذات الربيع الواحد – و هو مثل صعيدى يرادف المثل الشعبى – اكم من تلميذ نبيه فاق فى العلم معلميه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي