صديقي ....
كان صديقي،رفيقي عند الرخاء ووقت ضيقي 
أحببته منذ الصغر وكنت بحبه دوما" أفتخر 
لكنه فجأة" تغير وبكل مواثيق الوفاء والعهد كفر 
وفجاة" قرر السفر  تاركا" إياي في حيرةٍ وضجر 
وكنت لا أدري كيف سأمضي وحيدا" منكسر 
ولكني شيئا" فشيئا" تعودت الفراق 
وبدأ بيني وبينه سباق وحيدا" وبلا رفاق 
ومضت السنين ويزداد رغما" عني الشوق  و الحنين
ولكنني أمضي برفقة الذكريات متحديا" كل الأزمات 
والحب ينبض في قلبي ابدا" ما مات 
فأصبحت طبيبا" بفضل الله وكنت منه قريبا"
واخذتني الدنيا وانشغلت عن نفسي 
وصار شبيه" يومي بأمسي 
والشيء الوحيد الذي مانسيته هو ذاك الصديق 
كان رغم رحيله رفيق الطريق 
وإذا به قد شاء القدر  أن يعود من غدر 
وبدلا" من أن نلتقي في حديقة أو مقهى 
كان في إحدى  ردهات المشفى الملتقى 
واذا به دون إنتباه مني يقول 
آمازلت تذكرني وهل للإعتذار عندك من قبول 
فإرتجف كل جسدي وكأني احتضر 
وشلت كل حواسي ولم أستطع صوبه النظر 
فكرر ما قال
وإذا به ذاك الصديق ولكنه في أسوإ حال 
وما كان مني ورغما" عني إلا أن أنسى كل ماحدث 
مستغربا" لما حل به وما حدث 
وهو ينظر لي وعيناه تفرق بالدموع 
يهمس لي بصوت حزين وقلب موجوع 
فوجدت نفسي أعيش في تلك الأيام 
حين كنا سوية" نرسم الاحلام 
ودون أن ادري خرج مني الكلام 
حمدا" لله فقد إلتقينا من جديد 
ولكن أن أراك هكذا ماكنت أتمنى أو أريد 
واذا به يقطع كلامي بقوله 
ارجوك كفى فقد ذبحتني من الوريد إلى الوريد 
أتدري..... رغم ألمي ورغم حزني 
لكنني بلقائك مسرور وسعيد 
سامحني.....فهذا جل مااريد 
فتناسيت ماحدث ونسيت اني بين المرضى 
فقلت بصوت عالٍ يملؤه الأمل......لنبدأ من جديد 
فقال كيف ؟
فأنا شخص ميت يملؤه البؤس والخوف 
فاعطيته جرعة" من  أمل 
بقولي .... لا أريد أن أرى من أحب في وجل 
فخرجت في طلب الطبيب الذي باشر حالته 
فعلمت انه قد أصابه فشل لكليته 
وبلا سابق تفكير أجريت فحوصات المطابقة لكلينا
ودون ان يعلم صارت كليتاي كليتينا 
واستعاد الحبيب رشده  وعلم اني جزء" مني اعطيته 
وكان هو أول من رأت عيناي بعد ان استعدت وعي 
إذ كان يمسح بيداه دمعي 
فقال....لما صنعت هذا   وقد خنتك في ما مضى 
فأجبت.......هكذا كان أمر الله وقد رضيت بما قضى 
فقالت........هل لي عندك من صفح ؟
أتسمح لي أن اداوي ماسببت لك من جرح 
فقلت......قد سامحتك عندما جزءا" مني اعطيتك 
ولكن جرحي لم يندمل 
فدعي عنك هذه المشاعر  
وعلى هذه النظرات لست بقادر. 
نعم أنا احببتك ولازلت ....ولكنك لازلت بعيدا" مسافرا
وماصنعت كان وفاء" لعهد قد قطعته لك 
بأن أكون رفيقا" وفيا" مهما كان في المسيرة من مخاطر 
وأترك كل شئ للزمن 
لعله يصلح  ما إنكسر  وما لا يقدر بثمن 
صديقان نحن الآن فقط 
وكل شيئ بفعل الأيام مرتهن 
ولعله يعيش من جديد  شعورا" قتلته في ما فات من الزمن 

ولكم مني اجمل التحايا 
       الخفاجي الخفاجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي