و قال المؤتمن المأمون // ريحانيات الأديب المفكر والشاعر التونسي محمد نور الدين المبارك الريحان

......وقال المؤتمن المأمونْ

...........

تولّاك الهوى يا قلب فولّاك

سفير حبّ معتمد بامتياز

والرّاعي لدفء القلوب في فصل الشّتاء

وسلامة بردٍ في الصّيف إذا القلب إنكوى

فقم أيّها الأمين المؤتمن المأمونْ

وأطرب الآذان بحديث ذا شجونْ

لَقلوب الأنام أصابها الجفاف ...

فأفتح ميازيب معينك ...

وهات لها ريّا من حرف الإرتواء

.......

قلت والرّي قد أغرق الأعمار والبيداء

تولّاني ....يوم أن ناداني

قائلًا ....قم أيّها الريحاني

وعطف الرّوح إذ يغشاني

فكيف لا أحبّ الحراك

وقد ألقى بي  هناك

كسبّاح ماهر في بحر العيون.... وقد رمى

عزيز أنا بين القضبان ...ومسجون

كيوسف الحسن ولا أخشى الهلاك

من كيد المغرمات وفتنة النّساء

علّمني الشّوق شتّى الفنون

وعلّمني اصرارالغوص ببعض التّمارين

وكيف أحبّ الأعماق ...بكلّ كلّي

وكيف الحبّ العظيم

في تصاعد مستمر...وهكذا يجب أن يكون

فكنت كاللّص المحتال.... بل كصيّاد

يترصّد لحظة إنفجار السّرالمكنون

بين فاء الفصول ...

وطاعة الهوى بالقبول ...

وتفتّح حلقة الزّهور بالدّلال

على الصّدور..... وخص النُّون

إذ نقسمت لإنصفين ...كقوسين

تعشّقا للإلتحام ...وحبّ الإنتماء

كإلتحام الأنت.... والأنا

قاب قوسين أو أدنى.....

فكلّما وقعنا في الأنتنا... تعلّمت أكثر

وكلّما تعلّمت قلت زدني

فعرفت يقينًا أن للطّيور شؤون ....

بالحبّ تنمو وبالعشق تكبر

وأن الزّهور بالمشام تكيد ....فتفجر

وأنّ لا دين يهيمن على الأديان

إلّا بحبّ الرّوح لطيب يفوح

روح تعشّقت ...فإرتمت

بكت دمعة فأذنت....ونادت قائلة الله أكبر

فلا تسأل بأيّهم المفتون

وأين ...وما العلّة إذا حضر الدّواء؟

ولا تسأل عن الهمس واللّمس

وقلب إذ نوى فحرّقه الإكتواء

ونسيج الشّوق إذ غطّى العيونْ

فآه من الهوى

وحبّ الرّوح لرعشة الأغصانْ

وروعة الإنشاء لثمرة التّكوينْ

.......ريحانيات

الأديب المفكر والشاعر التونسي

محمد نور الدين المبارك الريحان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي