ارحل إليك // الشاعر محمد موفق العبيدي

ارحل اليك

لقد دار الزمن...

دار دورة كاملة قاتلة...

تحمل في طياتها ولادات لالم المستقبل...

ان زمني الان زمن الضياع...

برحيلك تحول كل شيء الى جماد...

حتى مشاعري تبدلت...

كأنما انت التي اعطيت لكل شيء... كرما من روحك... يحيى به...

يتلون بدهرك...

يأخذ من نسماتك عطورا لنسماته...

اشعر ان كل شيء يريد ان يشبهك...

يريد ان يكون انت في عيني...

لكن...

هيهات ان يكون للليل لون شعرك...

او للقمر ضياءك...

او للسماء فسحة نفسك...

كنت عظيمة...

نعم كنت عظيمة...

عشت في قلبي هادئة... ساكنة...

تركت دنياك هادئة ساكنة...



اننى لن اسامح نفسي...

لاني جرعتك مرارة السم...

قسوة الصوت الجائر... ونزوة المراهق...

هكذا كنت معك او كنته مع نفسي على الاقل... يا قمر الحب الفضي...

منذ الان سيبدأ القلب ينفر من دقاته... والدم من شرايينه... والعقل من تلافيفه...

ان كل جزء في جسمي يحب كل جزء من جسمك...

بروحين التقتا... من قبل ان يعرف الصوان طريقه لقلب اول انسان حجري...

ان في قلبي الان ارتجافات الماضي...

انني اعيش معك ومع الماضي ومع مشاعري...

التي كانت تغلفها الطيبة والخشونة الناعمة...

لقد بنيت لك في قلبي هرما عظيما... من عظامي ولحمي...

لك فيه نقشا عظيم القدر... جليل...ومدفن له من الكمال والبهاء ما قد يصف قيمتك في حياتي...

لقد ادخلت معك... كل ذكرياتنا من اصغرها الى اعزها...

لقد جعلت فيه طرقا... طويلة شاقة... غير سهلة...

لقد وضعت في كل ممر وحشا من ذكرياتي... يفترسني...

اذا لم اقاومه وانا ادخل اليك لاؤدي صلاة الحب...

على ضريح حبيبة عطشى في حياتها... وعطشى في مماتها...



الى كل ما يقال للعطاشى الذين مثلها... ولو انها كانت ترضى بشيء قليل...

لقد بدأت روحي تهرب من جسدي... ذرة... ذرة...

لترحل الى جسدك...

لقد اختارته مقبرة لقرارها الازلي... التي تنام في عبيره... دون ان تثير فضول الاخرين في ازعاجهم لمدافن روحي في زحمة جنة مقبرة جسدك...

كوني رفيقة بروحي في مقبرة جسدك...

لو كنت انوي ان ادفن فلن اقبل لجثماني غير قلبك..مقبرة..

ساقبل ان ادخل في مدفنك...

اغلق على نفسي... تاريخي... واقطع عن عالمي الصلة... لان اشرف صلة لي هي صلتك...

واخيرا.....

ارقدي بسلام... يا ثمرة الايام التي انطفأ نورها...

دعي جدائلك تحتضن الخدود الفضية التي تراقدت عليها الدموع...ي

دع الارض تشمك... حتى تنبت ازهار الحب في هذا العالم...

ودعي كل الصباحات واستغرقي في ليلك الازرق القاتم...

لا تفتحي عيناك... الا عندما انثر على قبرك دموعي...

وسيغسل قلبك المطر... كلما تذكرتك السماء..

وانا...

منذ الان...راحل اليك يا حبيبتي....

محمد موفق العبيدي/ العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي