أبيات من الفقر // الشاعر محمد غادر

...ابيات من الفقر...
كلما وضعت يدي في جيبي
اخرجت ابيات من الشعر او حروف من النثر...
ادفع بها لصاحب البقالة في حينا
فينظر الي شزرا نحن لا نشتري الشعر...
ثم يستحي ويطيب خاطري قائلا
كلماتك عطر ونحن لا نبيع العطر...
فدلوني على سوق يباع فيه الشعر...
وجدت سوقا للخمر...
واخر للعهر...
وسوقا للبنات...
واخر للسيارات...
سوقا لنيسان وسوقا لشباط...
سوقا للمتحولين وسوقا للواط...
ولم اجد مكان واحد
يباع فيه الشعر...
كلماتنا مرة وعمرنا امر...
كل الناس يعملون باجر
المغني يغني باجر
العازف يعزف باجر
الحاكم يحكم باجر
الا الشاعر يكتب بلا اجر...
اين الفجر يا بلادي اين الفجر...
ان كان ثمن القصيدة ارخص من حبة التمر...
ان كان الفكر مرمي على قارعة الطريق
ولا من يهتم بهذا الفكر...
نعيش كالبهائم ناكل ونجتر
نختال ونغتر...
ندرس كل يوم قانون الحساب وقانون الجبر...
لكي يكفينا الراتب حتى اخر الشهر...
نلهو باي شيء ليضيع العمر...
ونموت كما يموت الجوري قبل تفتح الزهر...
كما يقتل الماء قبل جفاف النهر...
فهنيئا يا بلادي على هذا الفخر...
نبيع كل شيء بالسر...
اثداء النساء تباع
صرخات الاطفال تباع
ويخرج الينا كلب على المذياع
يخبرنا عن حال الطقس...
يخبرنا عن فنانات الرقص...
عن امتحانات للتوظيف تجرى بلا فحص
كل شي هنا يمشي بالعكس...
حتى الزفاف اصبح يتيما بلا عرس...
حتى الاحلام ماتت بالقنص...
كيف ينمو الشعر في ارض عقيمة...
كيف يزهر العدل في ثنايا الجريمة...
كيف نحلم بالنصر...
ان كنا قبل الحرب نفكر بالهزيمة...
يا عسر يا عسر...
ماذا ستاخذ من ثوانينا الاليمة
كيف نستقبل العيد باثوبنا القديمة
اخذوا كل اوراقنا الثبوتية واعطونا قسيمة
للعودة قسيمة...
للغذاء قسيمة...
للدواء قسيمة...
كل شيء في ارضنا بحاجة لقسيمة
فتات للفقراء
وعلى الاغنياء
توزع الغنيمة...
احلام تنبت في الصخر...
اماني ارهقها الحجر..
المهم ان كراسي الحكم سليمة...
يا عسر يا عسر
لماذا تزور قلوب يكويها الجمر
لماذا تمر باحياء يطحنها الفقر
لماذا تزيد اهاتنا بدل ان تزيد اليسر...
لماذا نموت ويحيا القهر..
لماذا؟؟ ولماذا؟؟
لا نملك ان نقول الا
يا ربي الهمنا الصبر...
..محمد غادر..