أنت السؤال // الشاعر الدكتور محمد القصاص

أنتَ السُّؤالُ

قصيدة

للدكتور محمد القصاص

(إلى من يأكلُ أموال الأخوات والورثة ظلما)

@

أنْتَ السُّؤالُ وكنْتَ فيهِ جَوَابَــــا *** عَجَبَا عرفْتكَ مَاجِنَاً كذَّابـــــــــــا

أَفَعَلْتَ حقا ما فعلْتَ جَهَالَــــــــةً *** يوما لتُبْدِي للنَّوى أسْبابــــــــــــا

تَدْنو من المحرابِ عَلَّكَ تَبتَغِــي *** تقوىً ومِثلُكَ دَنَّسَ المِحْـرَابـــــــا

ما كَثْرَةُ التَّسبيحِ تُنبيءُ بالتُّقَـــى *** أوْ بالسُّجَودِ تَنالَ فيهِ ثَوَابَــــــــــا

لكنَّ تقوى اللهِ خيرُ وَسِيلَــــــــةٍ *** تلقى إلها راحماً تَوَّابَـــــــــــــــا

من يأكُلُ المَالَ الحَرَامِ مُسوِّغَـاً *** أكْلَ الحَرامِ يظلُّ فيه مُعابــــــــا

فَجعلْتَ مالَ الأقربينَ غنيمَــــةً *** وأخذْتَ مالَ القاصِرَاتِ نَهَابــــا

ظُلماً أكَلْتَ حُقوقَهُنَّ مُعلِّـــــــلاً *** هذا بِعُرْفِك قد فَعَلْتَ صَوابــــــا

جاوَزْتَ حدَّ اللهِ لم تَعْبَأْ بِـــــــهِ *** فغدوتَ بينَ العالمينَ هِبَابــــــــا

تسعى وحظُّكَ في الحياةِ كآبَـةٌ *** يا وَيْحَ قلبَكَ أم خَشِيتَ عذَابــــا

ما كلُّ من يَأتي إليْكَ بِصَاحِبٍ *** أبداً ولكنْ ماجنا كذَّابــــــــــــــا

نِلْتَ العَدَاوةَ والضَّغائنِ والأسى *** حتى ليومِكَ ما حَسَبْتَ حِسَابـــا

عجبا إذا جُزْتَ الكبَائِرَ كلَّهَــــا *** يا ويحَ قلبَكَ هل أمِنْتَ عِقَابـــــا

من ذا يُماليءُ سادِرَاً في غَيِّــهِ *** إلا خذولاً ماكرَاً مُرْتابــــــــــــا

أمضيتَ عمرَكَ ماجناً ومُخَادِعَا *** فبأيِّ حَالٍ تَستطيعَ خِطَابـــــــــا

أينَ التُّقى ؟ أينَ الصَّلاحَ تَرَكتَهُ *** أَعْدَدْتَ قلْ لي للسُّؤالِ جوابــــا

كمْ بَسْمَةٌ صَفْرَاءَ تُخْفِي خلفَهــا *** بعضَ الأسى حتى تَحولَ سَرَابا

شَتَّانَ ما بينَ النَّقيضِ وضِــــدِّهِ *** نشئا بَطبعكَ دونما أسْبَابـــــــــا

كم كنتَ تُخفي للأحبَّةِ من أذى *** حتى جَفَوْتَ الأهلَ والأحبابــــا

لمَ تَرْتدي حينَاً عَبَاءَةَ ناسِـــــكِ *** وَنَرَاكَ حيناً فاسِقَاً كذَّابَـــــــــــا

فالشَّمسُ إن حاوَلتَ تُطفئَها فلا *** بالمُستطاعِ بأنْ تَكُونَ مُجَابـــــا

نزِّهْ عن الأطْمَاعِ نَفْسَكَ واتَّقِـي *** يوماً عَبُوسَاً مظلماً وعَذَابـــــــا

وانزعْ قِنَاعَ الشَّرِّ لا تُبْقِي لَــــهُ *** أثرَاً عليكَ ولا تَعِشْ مُرْتابــــــا

أصْلِحْ رَعَاك اللهُ ما أفْسَدْتَـــــهُ *** إن كنتَ حقَّاً للتُّقَى أوَّابـــــــــــا

أَرْجِعْ حُقوقَ النَّاسِ غيرَ مُكَابِـرٍ *** واحذَرْ فإنَّكَ قد تصيرَ تُرَابَـــــا

@

الدكتور محمد القصاص - الأردن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي