قارئ الهوى // بقلم الشاعرة سناء شمه

قارىءُ الهوى...

مرَّ من قارعةِ طريقي
في يدهِ وردةٌ
من ربيعٍ مزهرٍ
في هيبةٍ
وعنفوان
تململَ قلبي وتسارعت
دقاته
كأنّ الأرضَ ألتبستْ
بالدوران
دمدمَ ببضعٍ من كلمات
وانتفضَ الدمُ في عروقي
منتشياً كوردِ
الأرجوان
ألبسني من رداءاتِ الهوى
وأختار لهامتي أجمل َ
التيجان
ثم جرتْ قوافلنا
متوجةً بحريرِ
السلطان
ثم بعد حين
أقتلعتْ ريحٌ عاتيةٌ
عيونَ قلبي وفروعَ
الأغصان
دوار...ودوار
في أراجيحِ الفصول
والماءُ يغمرهُ
الفيضان
عيناه ليست غابتا نخيل
بل تدانى معها شجرُ
الرمان
ذاتَ يومٍ..
أخبرتهُ العرّافة ُ
أن في طريقكَ
إمرأة ً حسناء
تمنحكَ من جوفها
بشارةَ الأكوان
لكنّ قدراً مكتوب ٌ
في ساحةِ
الأوطان
وأنّ سمكَ الزينةِ
في الزجاجِ البلورِ
يأكلهُ الحيتان
وعندليبُ الفجرِ
يسكتُ عن زمّارهِ
ويطوفُ بمدينةِ
الأحزان
فراقُ أمِ موسى
لم يكتمل
قد عادَ اليها
حتى اصبحَ ممشوقاً
كالفتيان
أما..أنتَ
ففراقكَ..محتومٌ
لايجلوه  أيُّ
إنسان ..
كبُرَ فينا الهوى
وتزاحمت أشجارنا
بفروع الأغصان
كنا نجري حفاةً
على الرملِ المستباح
لاتوقفنا ريحٌ..أو سعرةٌ
من نيران
وجاء اليوم الموعود
وامتطينا  مراكب البعاد
تجاعيدُ الزمان ِ
لم تضمر ماكان فينا
سلوةُ القلبِ متجذرةٌ
ونحن مازلنا نلهو
في ساحة ِ الصبيان
وإن صدقتْ عرافتكَ
فهوانا لايموت ُ
وإن اضحتْ قبورنا
في شتات
وتغيرتْ خارطةُ العالم
وغمرَ الطينُ أجزاءَ
المكان
هوانا أسطورةٌ
من ليالي بابل وعشتار
وكالمعلقاتِ السبع..أو تزيد
بلا تيهٍ...أو خسران
....قلمي...سناء شمه
....العراق....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي