باب النجار // بقلم طارق المحارب

طارق المحارب ..
22/11/2019

باب النجار ..

بابٌ قشيبٌ وربُّ البيتِ نجَّارُ
مرَّتْ على دفَّتيهِ اليومَ أعمارُ  !!

شقوقُهُ لا تَسلْ .. وهيَ التي عبرتْ
منها إلى البيتِ جرذانٌ و أطيارُ

تخالُها حينَ يُرخي الليلُ ظُلمتَهُ
كأنَّها في  دياجي الليلِ  أقمارُ  !!

تسلَّلَ النُّورُ منها خارجاً هرَباً
وراحَ يُغريهِ في الأرجاءِ مشوارُ

والرِّيحُ تصفرُ في حُجْراتِهِ طرباً
تاتي وتمضي كما أخلاهُ زوَّارُ

كأنَّما البابُ مفتوحٌ ولا عجَبٌ
و رغمَ إغلاقهِ ترتابُ أنظارُ  !!

فربَّما  شفَّ لونٌ فيهِ  صيَّرَهُ
مثلَ الزُّجاجِ بدا منْ خلفِهِ الغارُ  !!

وقبضةٍ  فيهِ قُدْمُ الدَّهرِ ثلَّمَها
و فرَّ منهُ سقيمَ الحالِ مسمارُ

عمَّ النَّدى وجهَهُ يبكي فسوَّدَهُ
لونُ الصَّدا وعلى الخدِّينِ آثارُ

ومُقلةُ القِفلِ مفتاحاً لها افتقدتْ
ثَكلى  كأرملةٍ  و الدَّهرُ  قهَّارُ

رمداءُ جرَّحها فقْدٌ فأيبسَها
و الكحْلُ بالزَّيتِ بعدَ العجزِ مُحتارُ  !!

يا لَلَّذي يُصلِحُ الأبوابَ عادتُهُ
نسيانُ بابٍ لهُ مسَّتْهُ أضرارُ  !!

يجوبُ بالطَّرفِ كلَّ الدُّورِ قاطبةً
والخلْقُ يُبصرُ عيباً فيهِ والجارُ  !!

يا مُصلحَ النَّاسِ هلَّا كنتَ مُعتبِراً
لا  تدفعنَّكَ خلفَ  النَّاسِ أخبارُ  !!

إنَّ  الذي ينقدُ  الأغيارَ  عيَّبَهُ
نقْدُ الورى و لَديهِ البيتُ ينهارُ

بقلمي ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي