كورونا // الشاعر طارق المحارب

طارق المحارب ..
4/3/2020

طبعا هذه القصبدة ما قصدت فيها الإساءة إلى الإخوة في الصين فالمرض قضاء و قدر ويمكن ان ينشأ في أي بلد
ولكني فقط تناولت الموضوع بأسلوب فكاهي ليس اكثر
من باب توصيف هذا المرض .

كورونا ..

كورونا  !!
عرِّفْ كورونا ..  !!
فيروسٌ يغزو مشحونا
بزكامٍ وسعالٍ يابسْ ..
ما أخطرَ فيروساً اضحى ..
يسري في العالمِ مجنونا   !!
يا بْنَ الغائلةِ ألا فاذهبْ ..
و اخترْ سِنجاباً أو أرنبْ   !!
ما ذنبُ النَّاسِ تُطاردُهمْ ..
إنِّي منْ فعلِكَ أتعجَّبْ   ؟!!
فقرٌ قدْ عمَّ ..
وجئتَ تُشاركُهمْ زاداً ..
و إذا شربوا ماءً تشربْ  !!
دعهمْ ..
و لْتفهمْ أنَّ لنا أحلاماً في هذا الكوكبْ !!
و إذا عاديتَ فكنْ خصماً ..
للأفعى ..
أو ذاكَ العقربْ   !!
ما ذنبُ العالمِ تقتلُهمْ ..
بجهالةِ صِينيٍّ أذنبْ   ؟!!
يا فيروساً ملِكاً ..
تبدو مُختالاً تمشي ..
و التَّاجْ ..
في رأسِكَ يبحثُ عنْ بُومٍ ..
و يراهُ دجاجْ  !!
لا تقربْ لحمَ الخفَّاشِ
لا تُدخلني ..
بعطاسِكَ غرفةَ إنعاشِ ..
و أنا مُنتفِخُ الأوداجْ   !!
قلْ للأخِ في الصِّينِ الأقصى :
لا تعطسْ لو تبغي فحصا
لا تصعدْ فوقَ الأدراجْ   !!
لا تلهثْ ..
لا تُرسلْ نفَساً ..
ورذاذاً فوقَ الأمواجْ ..
لولا الإسكندرُ لمْ يرفعْ سوراً وسِياجْ ..
لتمادى كورونا ..
ومضى ..
لبلادِ بعدتْ عنْ أرضٍ ..
وهناكَ استفحلَ لو هاجْ   !!
كورونا ..
كورونا دعْنا ..
لا تُسمِعْ اُذنيكَ اللعنا  !!
إنِّيْ عربيٌّ ..
مفتوحٌ بيتي ..
إذْ لا أُغلقَ بابي ..
لا أملكُ ذاكَ المِزلاجْ  !!
لو جُبتَ سمائي .. فاجتزني  !!
 أو فالقَ هلاككَ في أرضي ..
فأنا لطعامٍ ..
وشرابٍ ..
وخفافيشٍ ..
و فراشاتٍ مثلُكَ أحتاجْ   !!
اغسلْ يا بْنَ النَّاسِ يدَيكَ ..
أغلقْ لو تعطسُ شفتَيكَ ..
انتفْ خفَّاشَكَ ..
لا تدعِ الرِّيشَ الأسودْ
و اسلقهُ ..
ولا بأسَ عليكَ    !!

بقلمي ..

-  -  -  -  -  -  -

طارق المحارب ..
23/3/2020

كورونا .. إرادة الله ..

يُريدُ فتىً وخالقُنا يُريدُ
و كمْ منْ ذاهبٍ أمسى يعودُ   !!

و كمْ منْ ماكثٍ  قدْ صارَ مَيْتاً
و عُمْرُ المرءِ حتماً لايزيدُ   !!

بذا الأقدارُ تُخبرُنا مِراراً
ويخبرُنا بما كُتِبَ الوجودُ

ولكنْ لو نظرتَ بعينِ قلبٍ
لبيبٍ  تستقيمُ بكَ الحدودُ

و إنْ جاوزتَ حدّاً ذاكَ حُمْقٌ
غدا لكَ بعدَ عافيةّ يكيدُ

فكنْ حَذِراً ولا تقربْ وباءً
أتى جيشاً بلا سيفٍ يسودُ

فيصرعُ أنفساً منْ دونِ قطعٍ
و لا نزْفٍ كما يبدو الوريدُ

مخالبُهُ تُمزِّقُ دونَ وثبٍ
إذا وثبتْ لغايتِها الأسودُ

ضعيفٌ مُستبِدٌ  لا يُراعي
صغاراً أو كباراً إذْ يميدُ

فما للنَّاسِ لا يُلقُونَ طرفاً
بعينِ الفاحِصِ الواعي يجودُ   ؟!!

وكلُّهمُ إذا استشرى  ضعافٌ
و كلُّهمُ  بمَقْدمِهِ عبيدُ

فلا ذا الآمِرُ النَّاهي مُصانٌ
و لو في البيتِ تحرسُهُ جنودُ

و لا.ذاكَ الغنيُّ بعيدُ جِسمٍ
إذا وصلَ الورى داءٌ  حقودُ

فكونوا مُؤمنينَ بربِّ عرشٍ
لهُ في كلِّ نائبةٍ حُشودُ

تَلَطَّفُ بالأنامِ  إذا أحاقتْ
بهمْ مِحنٌ و حولَهمُ تذودُ

و خيرُ صنيعِكمْ في مثلِ هذا
دعاؤكُمُ إذا لاحتْ لُحودُ

وحمْدٌ ثمَّ شُكرٌ ثمَّ حمدٌ
و تسبيحٌ إذا وجبَ السُّجودُ

ألا والزمْ أخي بيتاً حفاظاً
على أمنِ الجسومِ فذا يفيدُ

فإنْ كنتَ المريضَ سجنتَ عَدوى
و إنْ كنتَ الصَّحيحَ إذاً سعيدُ

كُفِيتَ بحرصِكَ الموصولِ  سُقماً
 و لا ولدٌ يُصابُ ولا حفيدُ

 و تابعْ ما يقولُ الطِّبُّ نُصْحاً
 و طبِّقْ ما استمرَّ بكَ القعودُ

عليكَ الأخذُ بالأسبابِ دوماً
 فقبلَ الغيثِ كمْ دوَّتْ رعودُ

ولولا الصَّوتُ ما استظللتَ سَقْفاً
بهِ عنْ سكْبٍ غيماتٍ تحيدُ

فلازمْ  ما استطالَ الأمرُ  أرضاً
 تُنظِّمُ سعيَ قاطنِها قُيودُ

و فيها الخيرُ لوْ عايشتَ قيداً
و كمْ في الغمِّ قدْ و قعَ الشَّريدُ   !!

و حِكمةُ ربِّنا  وسِعتْ عِباداً
و إنْ أفنتْ و أحزننا فقيدُ

فقدْ عزَّى النُّفوسَ  بأنَّ حَيّاً
كما  أحيَتْهُ تُهلكُهُ العُقودُ

و من ذا يبتغي في الأرضِ خُلْداً
 و  كلُّ مُعَمَّرٍ فيها يبيدُ   ؟!!

بقلمي  ..

- - - - - - - - -

طارق المحارب ..
27/3/2020

قال كورونا ..

أنا لمْ أُردْكَ فلِمْ أَراكَ أردتني
لولا تُحبُّ الدَّاءَ ما قدْ جئتني   !!

و الغصنُ لولا أنْ يُصافحُ رِيحَهُ
ما كانَ قطُّ بلا هواءٍ ينثني

اذهبْ لبيتِكَ مُغلِقاً أبوابَهُ
و إذا اعتكفتَ تكونُ قدْ حاصرتني

هذي المعاركُ لاكما شاهدتَها
فيها اقتحامٌ للعدوِّ الكامِنِ

إنَّ الهجومَ على الهواءِ خسارةٌ
فارجعْ تكنْ بالفَرِّ قدْ هاجمتني

انتَ الذي خبِرَ الحياةَ فعشْ بها
حذِراً ولا تبرحْ سياجَ المَسكنِ

و إذا التزمتَ بذا تكونُ مُوفَّقاً
وتطيبٌ نفسُكَ إذْ غدوتَ بمأمنِ

فلكلِّ داءِ في البريَّةِ داؤهُ
و إذا سُجِنتَ عرفتَ كيفَ هزمتني

والمرءُ يُسعدُهُ فكاكُ قيودِهِ
يمشي و ينعمُ في دروبِ الموطنِ

لكنَّ قيدَكَ لو نظرتَ لما جرى
ينأى بنفسِكِ عنْ تحدٍّ أرعنِ

و أراكَ إنْ تُعطِ النَّصيحةَ حقَّها
غلَّبتَ عقلاً بعدما جافيتني

كالحُبِّ يقتلُهُ الجفاءُ و ينتهي
شوقُ الأحبَّةِ بعدَ هجرٍ مُزمِنِ

لا يَشغلَنَّكَ عنْ صراعِكَ شاغِلٌ
يدعوكَ انْ تلهو بدونِ تمعُّنِ

وتعودُ محزونَ الفؤادِ مُلَوَّعاً
منْ عطسةٍ نفثتْ رذاذَ الألسنِ

أو قُبلةٍ ودِّيَّةٍ مَوبوءةٍ
رُوحُ الفتى منْ بعدِها قدْ تنحني   !!

بقلمي ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي