أنا و بيتي كمجنونين // الشاعر محمد موفق العبيدي

تجاوز

أنا وبيتي كمجنونين

ملابسي رثة وهو بسقفٍ من صفيح

ثقوب ملابسي كشروخ الجدران..

أتناوب بيني وبين ملابسي

وهو يتناوب بينه وبين الريح

أداوي جروح جدرانه بطين

ليداوي بردي وجنون الريح..

يمنعني سقفه من النوم ليلاً

وأنا ازعزعه بآهاتي نهاراً

أرفس بابه وأدخل ضاحكاً

لاني أعرف انه بلا ابواب...

أغلق الشبابيك وهماً

وهي بلا زجاج ..حتى حلماً

أفتش في البيت عن البيت

وهو يفتش عني ولايكاد يجدني..

أنا وهو عرضةٌ لكل افتراء

فهو متجاوز على الارض

وأنا اللص الذي أغراه..

أموت بين أحضانه كل شتاء

ويحيا بين يدي في كل صيف

أرممه بما تبقى مني

ويحميني بما بقي واقفاً منه..

تلاحظ علاقتنا الشجرة المقطوعة الظل

المنتصبة في خيال الشارع

عصفور ناجٍ من طلقة صياد

يقف على حافة المدخنة

التي نست إتجاه الدخان..

أحترق معه كل يوم

وهو يتهدم معي كل يوم

ترى كيف ستكون ساعة الفراق؟

لا أعتقد انه سيتركني أرحل!

بل سيحتضنني لنمضي سوياً إلى النسيان!

محمد موفق العبيدي/ العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي