الجار السيء والرجل الحليم // قصة قصيرة بقلم سيد عبد المعطي

 قصه قصيره بعنوان الجار السيء والرجل الحليم 
بقلم سيد عبد المعطي 
..... حفله عظيمه بمكتب رئيس محكمة النقض وجميع الزملاء يقومون بالترحيب بالأستاذ إبراهيم فاليوم سيكون آخر يوم له كأمين سر بمحكمة النقض فقد بلغ الستون عاما وسوف يخرج علي المعاش .
فقال له رئيس المحكمه سوف تترك فراغاً كبيراً بالمحكمه يا استاذ إبراهيم فأنا لن أنسي عندما كنت وكيلاً للنائب العام في بداية التحاقي بالنيابه وكنت انت الكاتب الخاص لي وكانت لك لمساتك الفنيه في بعض القضايا فأنت تمتلك فراسه عاليه في حل لغز معظم القضايا فلو كان الأمر بيدي لجعلتك رئيبساً لهذه المحكمه فضحك الأستاذ إبراهيم وقال له الحمد لله سوف أأخذ مكافأتي وسوف أبيع شقتي وسوف أشتري بيتاً صغيراً أعيش فيه أنا وأبنائي فهذا حلم حياتي فقال له رئيس المحكمه وفقك الله لما يحب ويرضي.
وبالفعل ذهب الأستاذ إبراهيم ليبحث عن البيت الصغير فوجد بيتاً جميلاً من طابقان وقام بشراءه ولكن الحلو لم يكتمل فقد كان يسكن أمام البيت جار سيء هذا الجار لا يحلوا له المشاجره مع زوجته إلا بعد منتصف الليل وكان يقزفها بأفظع الشتائم ليس هذا وحسب فقد كان يقوم بإلقاء القمامه كل يوم أمام منزل الأستاذ إبراهيم وكان الأستاذ إبراهيم يأخذها كل يوم ويذهب الي أقرب صندوق قمامه ثم يلقيها فيه .
..... وذات مره أحضر هذا الجار السيء سم وقدمه وجبه للقطط في بعض فضلات السمك فأكلتها القطط وذهبت عدة أمطار وفارقت الحياه ولكن لسؤ حظ الجار السيء صعدت إحدي القطط الي سطح منزله وماتت وبعد ثلاثة أيام إنبعثت رائحه كريهه من علي سطح المنزل فقال الجار السييء إنها مصيبه وأخذ القطه في اواخر الليل والقاها أمام بيت الأستاذ إبراهيم وعندما خرج الأستاذ إبراهيم ليقوم بأداء صلاة الفجر وجد القطه فهز رأسه وقال حسبي الله ونعم الوكيل ووضعها في شنطةٍٍ سوداء والقاها في أقرب صندوق قمامه ولكن حدث ما لم يكن متوقعا أتصل شخص بالجار السيء وقال له يوجد رائحه نتنه تنبعث من حديقة الجوافه التي تمتلكها علي الفور ظنّ الجار السيء أنّ الأستاذ إبراهيم أخذ القطه والقاها في حديقته فذهب كالكلب المسعور الي بيت الأستاذ إبراهيم وقام بترك الباب بطريقه غير مهذبه وعندما فتح الأستاذ إبراهيم الباب قام بإلقاء أقزر الشتائم عليه وقال له سوف أدفعك ثمن فعلتك هذه غالياً لماذا القيت القطه الميِّته في حديقتي فإحتفظ الأُستاذ إبراهيم بهدؤه وقال له أيها الأحمق أنا لم القي قطط بحديقتك وأنا لا أعرف مكان حديقتك وجذبه من يده وذهب به الي صندوق القمامه وأراه القطه .
..... علي الفور ذهب الجار السيء مسرعاً لي حديقته وعندما فتح باب الحديقه وجد مصيبه هل تعرفون ماذا وجد ؟
...... عندما فتح باب الحديقه وجد جثة إمرأه في العقد الثالث من عمرها ملقاه أسفل أشجار الجوافه غارقه في دمائها فعندما وجد هذا المنظر أغمي عليه في الحال وعندما أفاق وجد رجال المباحث أمامه يوجهون له تهمة قتل السيده وقاموا بالقبض عليه وتمّ نحويله للنيابه .
..... وعندما علم الأستاذ إبراهيم ما حدث لجاره السيء أخذ محام وذهب مسرعاً الي النيابه فقابله أصدقاءه بترحاب وطلب مقابلة رئيس النيابه وكان حين ذلك يحقق في القضيه فأذن له بالدخول فدخل عليه الأستاذ إبراهيم فقام رئيس النيابه من علي مكتبه وقابل الأستاذ إبراهيم بترحاب وإحتضنه فعندما شاهد الجار السيء هذا المشهد تعجّب فسأله رئيس النيابه عن سبب مجيئه فقال هذا لرجل فهذا الرجل جاري وإعلم إنه لم يرتكب الجريمه وعندي الدليل فقال له رئيس النيابه وما هو هذا الدليل فقص عليه حكاية القطه والمشاجره التي حدثت بينهم فتفهم رئيس النيابه الأمر وإتصل برئيس المباحث وإستعجله في معرفة شخصية القتيله وشرح له ملابسات الحادث .
..... علي الفور تحركة المباحث وعرفت شخصية القتيله وبالتحريات المكثفه خلال أربعة وعشرون ساعه تم معرفة القاتل وتم الإفراج عن الجار السيء.
..... وعندما خرج من سرايا النيابه أول شيء فعله هو الذهاب الي الأستاذ إبراهيم وشكره وقال له لقد فعلت معي معروفاً لم يفعله شقيقي فضحك الأستاذ إبراهيم وقال له أنا لم أفعل معك إلا واجب الجيره فللجار حقوق وهذه أبسط حقوقك ومن هذه اللحظه أصبح الجار السيء جار مهذب بار بجيرانه وأصبح من أقرب أصدقاء الأستاذ إبراهيم وتغيرت سلوكياته مائه بالمائه.
..... وشكراً مع تحياتي سيد عبد المعطي




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي