شموخ مدينة // بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘ شموخ مدينة ⚘
******************
تحكي قصتها فتقول :
بأحد الأيام لما مُنعتُ من الصرف كنت مدينة الصمود و الشموخ و المنعة كنت أزدهي بالجمال و أنتشي بعطر الغار كان فخري و اعتزازي بقلعتي تلك التي وقفت من أيام ماضيها رافعة الجأش كانت حينما تغفو تغمض عيناً لترقب بالعين الثانية تحرسني تدافع عني من هجمات كل معتدي ،
كنت في ماضي أيامي انشودة تعذب ألفاظها لتسطر ملحمة العشق الطفولي لزهرة من أزهار الغار لتصنع إكليلاً منه تتوج به رأسي الصغير الذي أزهو بشموخه و أخط أروع اسطورة لتاريخ مدينة بدأت طفولتها المبكرة قبل كل المدن و سطرت خلودها في قائمة أشهر المعالم الأثرية ثم تابعت مشيتها نحو صِباً يعزف لحن النشاط و العمل الدؤوب ، موسيقاه شعرٌ و نثرٌ تنساب على أيدي علماءٍ في كل مناحي الحياة العلمية و الأدبية و الإجتماعية و الإقتصادية ناهيك عن دور بطولي شجاع من الناحية السياسية ليبارك العالم بأسره صبا أيامي و حيويتي التي منحني إياها ربُ السماء تكرماً لأشكل جزءاً مزهراً من نسيج بلاد الشام بأصفى أنواع الحرير و أختار إسماً لكل درب يمر فوق أرضي خلوداً لطريق الحرير بعد أن نسجته دودة القز ليكون أحد عناويني ،
أنا تلك الصبية التي صافحت الشمس بضيائها و نورها و همست للقمر بدلال و راحت بين شمسها و قمرها تنثر أريج زهورها مختصة بالفل و عطور غارها و عبق زعترها كأروع عناويني ، فنرى التاريخ يخط على أبواب بواباتي لن تشيخ أبداً إنها مدينة الصبا في ريعانه و الجمال في إشراقه
و ها أنا لازلت في عنفوان شبابي أعطر بالفل كل الأنفاس متوجة بإكليل الغار أباهي بكل شموخي و يكون طابع كل أبنائي و بناتي ممن سكنوا أرضي من سالف الأزمان لأظلل عليهم بسمائي و أفرش أرضي بالريحان ليعمروها بافتخار و تبقى إلى أبعد المدى ⚘مدينة الغار ⚘
و لا أعود آبهةً بمنعي من الصرف لأنه صيانةٌ لي من جور الزمان و ظلم الأعداء و يكون آخر عناويني نفس أبية على الطغيان موجودة في ذات كل أبنائي و أحفادي
تلك هي ⚘حلب الشهباء⚘
#بقلم ابنة حلب
تعليقات
إرسال تعليق