إلى الكنام // الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف

 إلى "الكَنَامِ"* (CNAM).
أَفِيقِي "رَفِيقَةُ" لَا، لَا تَنَامِي
وسَلِّــي رَفِـيقًا عَزِيزَ الـــمَنَـامِ
تَـجَـرَّعَ قَلْـــبُه ظُــلْـمَ الأَنَــامِ
وزَادَهُ غَيْظًا فَسَادُ "الكَنَامِ"
مُصَابٌ، لِعَقْدٍ، بِضَغْطٍ شَدِيدْ
و"سُكَّـرُهُ" كُــلَّ شَهْــرٍ يَزِيدْ
ومَــاءٌ بِعَــيْــنٍ، ودَاءٌ جَـدِيدْ
ومَصْدَرُهُ مِنْ فَسَادِ "الكَنَامِ"
يَزُورُ الأَطِبَّاءَ فِي كُلِّ فَصْلِ
ويَدْفَـعُ أَوْرَاقـهُ، وبِــوَصْلِ
ويَنْتَظِرُ الرَّدَّ ، فِعْلًا بِفِعْلِ
ولَكِنْ جَوَابُهُ بُطْءُ "الكَنَامِ"
تَمُـرُّ الأَسَــــابِيعُ كَــــالثُّـقَــلَاءِ
ويَصْبِرُ، قَهْرًا، لِهَذَا البَلَاءِ
لَعَلَّهُ يَقْبِضُ، "سَوْمَ" الدَّوَاءِ
ولَكِنْ تَطُولُ حِبَالُ "الكَنَامِ"
يَقُولُونَ عِنْدَ السُّؤَالِ المُكَرَّرْ
فَمَـا هُــوَ إلاّ مِلَــفٌّ تَأَخَّــرْ
ومَا عَلِمُوا أَنَّ عَوْنًا مُقَصِّرْ
يُسَـبِّبُ كَـارِثَــةً في"الكَنَامِ"
فَقُــولُوا بِــرَبِّـــكُمُو، يَا عِــبَادْ
أَمِثْلُـــهِمُو قَدْ يُفِيدُ البِلَادْ؟
فَهُبُّوا، جَمِيعًا، لِدَرْءِ الفَسَادْ
وأَوْكَدُ أَمْرٍ، فَسَادُ "الكَنَامِ"
فَهَــلْ مِـــنْ رَقِيبٍ نَظِيفٍ مُتَابِعْ
يُحَاصِرُ مَنْ وَظَّفَــــتْهُ "التَّــوَابِعْ"
ويَقْضِي عَلَى "عَافِنَاتِ" المَوَاقِعْ
ويُرْجِعُ حَقَّ الوَرَى في "الكَنَامِ"
إِذَا لَــمْ يَكُنْ بِالبِـــلَادِ رِجَــالْ
فَنَهْضَــتُهَا مِنْ سَبِيلِ المُحَـالْ.
فَقُومُوا، جَمِيعًا، لِبَدْءِ النِّضَالْ.
وأَوَّلُــهُ دَفْــعُ ظُـــلْمِ "الكَنَامِ"
الكنام (CNAM): هو الصّندوق الوَطني للتّأمين على المرض.
حمدان حمّودة الوصيّف (تونس)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كلنا نحبه (حكاية ايقاعية باللغة الصحفية) // بقلم ..مرقص إقلاديوس

نواح الآهات // بقلم المهندسة مهى سروجي